قَصدُتها مُتعباً
مُنهكاً …
أحمِلُ فِنجانِي
وفي قَعرِهِ بقايا قهوة
وصَلتَها ..
جلستُ قُربها كَطِفلٍ بين يدي مُعلمِهِ
قاصداً إياها لِقِراءةَ طالِعي
خائفاً..
قلقاً..
وكأني أنظُرُ في قَعرِ جُب
ولَيسَ فِنجان..
أخَذَتهُ..
أمسَكَتهُ
قَهقَهَتْ..
رَمَقَتني بِنَظرةٍ..
قَذَفَتْني بَين النُجُوم
باحِثاً عَن بُرجي
باحثاً عَن حَظي
فَجأةً…
كأنَ أحَدَهُم صَفَعَني
فَتَحتُ عَيناي وكأني كُنتُ مُغيَباً
عُدتُ رُوحاً إلى حَيثُ يَجلِسُ جَسَدي
أستَرِقُ النَظَر لوَجِهها المُجَعد
تَذَكَرتُ وَجه الساحِرة في الأفلامِ المُتحرِكَة
هَدَأ كُلّ شئ وعاد الصمت سيد الموقف..
شَهَقَتْ شَهقَةً عَمِيقَة ً
تَنهدَتْ…
رَحَلَتْ إلى عالَم الصَمت…
أما أنا..
سَرقتُ نَفسِي مِنَ الجَلسَةِ
وهَرَبْت
خَوفاً مِنْ أن تَسحَبَ الدَلو
مِن قَعر فِنجانِي
وتُخرِجَ ما لا يَسُرُنِي
خوفاً من أن تَبِيعَ أسراري للسَيّارَة
وتَبخَسَ ثَمن ما أخَبِئهُ مُنذُ عُقُود