في حكايتي السابقة التي عنونتها ((خ)..ونفس المرگة ) تطرقت الى سلوكيات بعضنا مع تقلب الأحداث والأيام ،ذكرلي أحدهم بانه لم يكن هناك في وحدتنا العسكرية شخص يبدأ اسمه بالحرف (خ) والغريب ان أكثر من شخص ظن انه المقصود بالمقالة مبديا زعله مني. ان (خ)يمثل حالة رمزية لأشخاص موجودين معنا سيتم في نهاية الحديث الاشارة الى اسمهم،ولابد من الاشارة هنا بأن ما يكتب ليس بالضرورة ان يكون متطابقا مع الواقع،فذاكرتنا تلتقط صورا واقعية حدثت في الماضي خاصة تلك التي ترتبط بما يحدث الان. و(خ) الاخر محور حديثنا لهذا الاسبوع هو أحد ملاكات التعليم العالي في فترة اب هو 1990 اذ تم دعوة منتسبي الدوائر الحكومية للالتحاق بقواطع التدريب الخاصة بالجيش الشعبي بعد الغزو الصدامي للكويت في 2/8/1990 لتهئية مقاتلين لواحدة من حروبه العبثية. في فترة الاستراحة من التدريب راح (خ) يصرح بارائه المتزنة حول الغزو ورفضه له كونه يضرب المشروع القومي الذي يؤمن به. كان يتكلم بصوت واضح سمعه القريبون منه ،أنا شخصيا استحسنت قوله وحمدت ربي على ان هناك عقلاء يميزون الاحداث. بعد الانتهاء من التدريب التقليدي طلب منا التوجه الى مقر الفرع الحزبي وعندما وصلنا هناك حمل المدعو (خ)على الأكتاف مرددا بصوت عالي : ( الكويت رجعت للوطن موتو يا رجعية) ولا أعرف حينها من هم الرجعيون؟

أقل من نصف ساعة تفصل بين سلوكين مختلفين ومتناقضين! لم يطلب احد منه ان يقوم بهذا العمل ونسأل أنفسنا لماذا يولد الطغاة عندنا ؟

(خ) الأول والاخر نموذج لأشخاص كثيرون يجمعهم اسم واحد هو (خراب) يتحمل مسؤولية التردي الذي نعيشه !؟

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *