الزواج رحمة عظيمة وهبه الله سبحانه وتعالى للرجل والمرأة على حد سواء فهناك حاجة فطرية للرجل إلى المرأة وحاجة المرأة إلى الرجل هي الأخرى ويكاد الطرفان أن لايكتملا بشخصيتهما النفسية البيولوجية إلا بعد الزواج وغلق المنفذ الذي يتلقى منه المرء فراغ العزوبية المملة ووسوسة الوحدة القاتلة ، وقد أشارالله سبحانه وتعالى الى ذلك في كتابه الحكيم عندما جائنا بالآية 21 من سورة الروم ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) ويبدو من تجارب الزواج التي حدثت في المجتمعات مختلفة الأنساب والأعراق أن التوافق بين الزوجين هو أمر معقد للغاية ويحتاج إلى وقفة تفحص عميقة فتعالوا معي لنضعه على مائدة التشريح بقدر المستطاع ونكشف أسرار هذا الأمر التلاحمي المُحير .

إن الكثير من المتزوجين ينحدرون من بيئات مختلفة ، فلكل بيئة ريفية كانت أو مدنية تقاليد وطبائع ومن الجائز أن يتنافر أحدهم مع طبائع الطرف الآخر فيولد هنا خلاف بين الزوجين لمحاولة كل منهما فرض طبيعته التي نشأ عليها على الآخر تماشياً مع الظروف حتى يتحول عدم التوافق هذا الى صراع ونفور ويتفاقم بتصاعد من دون تدخل طرف ثالث للإصلاح بين الأطراف المتخاصمة فيحصل في النهاية الفراق الوقتي أو الأبدي الذي ينعكس بآثاره الخطيرة على الأسرة أولاً ومن ثم على المجتمع ثانيةً بعد أن يضاف وجه جديد إلى جموع المطلقين أوالمطلقات وأولاد مشردين في النهاية.. ومن هنا انبثقت المهور العالية فجميع الآباء يخافون على بناتهم ويحاولون أن يرفعوا مهورهن ليضمنوا مستقبلهن إذا ما حصل الطلاق أو يكبحوا جماح الزوج إذا ما أراد ان يفكر في الطلاق على اقل تقدير لسببٍ أو لآخر وهم محقون في ذلك خاصة وأنهم يعيشون وسط مجتمعات غير مستقرة اقتصادياً والظروف المعيشية الصعبة راحت تنعكس بشكلٍ تخريبي على تجانس الأسرة وتآلفها ، أن أكثر المتزوجون الجدد هم من الشباب القليلي الخبرة في الحياة الذين يتخذون قراراتهم بعجالة وبشكل ارتجالي غير مدروس يؤدي بالنهاية إلى الانفصال الحتمي كما نسمع ما يحدث اليوم في محاكم البلد التي وصلت فيها دعاوى الطلاق إلى عشرات الآلاف فهناك ارقام عجيبة تطلقها بعض الصحف تدعوا إلى الدهشة تستوجب تدخل الدولة في أصلاح ذات البين وأن الاهمال في هذا الامر المهم يتسبب في تمزيق نسيج المجتمع وتخريب نقش فسيفسائه الجميل .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *