تسعى الدول للإفادة من الإمكانات الكبيرة التي وفرتها شبكة الإنترنت في مناحي عديدة من سياسة الدولة الداخلية والخارجية، وقد وضعت الاستراتيجيات لتحقق الخطط والأهداف لهذه السياسة، فالولايات المتحدة مثلاً وضعت ومنذ عام 2010 واحداً من أهم الاستراتيجيات لربط العالم بها سياسياً واجتماعياً وثقافياً واقتصاديا ً(جزء من استخدامها للقوة الناعمة)، بفعل انتشار واستخدام الوسيط الرقمي، وبدأت تركز في سياستها على الفاعل الفردي وبنحوٍ خاص الشباب الذين يتعاملون ويستخدمون الوسائط الرقمية، أذ تُعد وسائل الإعلام الجديد( مواقع التواصل الاجتماعي )، من أهم الأدوات للدبلوماسية الرقمية وهي في ذات الوقت أداة جديدة للدبلوماسية التقليدية، الدول وهي تخطو بهذا الاتجاه يتوارد لذهننا تساؤل كيف للعراق أن يستفيد من إمكانية تطبيق الدبلوماسية الرقمية في علاقاته وسياسة الخارجية مع وجود جالية عراقية كبيرة منتشرة في كثير من دول العالم، يمكن التواصل معهم والإفادة من قدراتهم وإمكاناتهم وخبراتهم في مجالات عديدة( علمية، اقتصادية، سياسية، فنية… وغيرها)، والتي عن طريقها يقدمون خدماتهم للوطن وبالتأكيد سوف تسهم في تطوير قطاعات كثيرة في العراق نحن بحاجة ماسة لها، عن طريق الدبلوماسيين الرقميين العاملين في سفارات العراق في دول العالم والذين يجب تدريبهم بشكل علمي واحترافي وربط السفارات العراقية بوزارة الخارجية إلكترونياً، وقيام هؤلاء الدبلوماسيين بالتواصل مع أبناء الجالية إلكترونياً للاستثمار البشري وخلق فرص عمل باعتماد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل التنمية، لأن من أبرز أهداف الدبلوماسية الرقمية هي مشاريع التنمية الوطنية عن طريق تبادل الخبرات مع أبناء الجالية والذين اكتسبوا مهارات وخبرات من البلدان التي يعيشون فيها لنقلها للعراق، ويمكن الإفادة منها في معالجة الكثير من القضايا الوطنية مثل ارتفاع معدلات البطالة والفقر( توفير فرص عمل)، رفع وعي المجتمع وصناع القرار، في وقت يتعرض بلدنا لهجمة دبلوماسية رقمية ربما لا نستشعرها ولكنها سلاح موجهة ضدنا من عدة بلدان، والدبلوماسية الرقمية وعن طريق تطبيقها فأنها تؤدي لحدوث تغيّرات حقيقية في أنظمة الحكم ونمط تفكيرها وتحدث تغيّرات ثقافية متعددة في المجتمع، لأن تأثير التكنولوجيا والإعلام والاتصال أدت إلى تبدلات في مبادئ الجيوبولتيك من احتلال الأراضي عسكرياً إلى احتلال المجال الافتراضي، لذا على وسائل إعلامنا الابتعاد عن أمور السياسة التي هي محور نقاشاتها وكتاباتها، في وقت يتم تجاهل طرح موضوعات تهم بناء الوطن، بعيداً عن الصراعات السياسية التي لا تخدم المواطن ولا تبني بلد، ندعو للاهتمام بكل ما هو جديد يخدم الوطن.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *