يطيب لنا تتويج شارع المتنبي وملحقاته وتفرعاته سوق السراي والقشلة-المدرسة الموفقية والمركز الثقافي البغدادي بتاج الثقافة وصناعة الكتاب الورقي وإمارة الحرف العربي الكوفي ووالرقعة والنسخ والديواني والطغراء وغيرها. من هذا المجمع توالدت مطابع العراق وتشظت صنعة الوراقين وماتزال مطابعه التقليدية التي ترجع اصولها للقرن التاسع عشر حاضرة ، ومنذ ذلك الحين وشارع الثقافة والمعرفة والادب ينبض بالحياة ويشع القا ويرفع الشعلة الساطعة التي لن تخبو ابدا وتغمر بغداد بأرجائها الاربعة نورا على نور ، مازال العراقيون مبصرين بالظلام والعتمة التي لابد ان تنقشع يوما مهما طال أمدها ومهما ثقلت وطأتها..هكذا هو العراق والعراقيون تاريخيا.ومازال العراقيون من بغداد والمحافظات والاقاليم يحجّون الى هنا قاصدين التبرّك والحكمة من بيوت الحكمة ودور النشر ومشاغل الوراقين، والتحلّق حول تمثال المتنبي الذي يقف رافعا يده صباحا ومساء..يقظا ابدا على ضفاف دجلة الخير الذي تغنى به حفيده شاعر العرب الاكبر الجواهري ، وقاصدين مقهى الشابندر التراثي .لقد تحدى الشارع حادثة التفجير الارهابية الغاشمة التي تعرض لها عام 2007 وعاود النهوض كالعنقاء من تحت الرماد والجمر على الرغم من المأساة و مقتل ثلاثين من رواده واحتراق وتدمير المكتبة العصرية تماما وهي اقدم مكتبة في الشارع المتأسسة عام 1908 فضلا عن تضرر المكتبات والمطابع ودور النشر الاخرى ضررا فادحا مع كادرها.لكن هذا الشارع الريادي التنويري عاود فعالياته بأروع ماكان من قبل كأنها رسالة من حضارة العراق ومن شعبه ومثقفيه بأن عراق الرافدين بلد الحروف الابجدية والملاحم والقصائد الاولى والشرائع الاولى والاختام الاولى في التاريخ لن تخبو جذوته ابدا ولن يصمت نبضه مازال يفكر و يشدو للعالم انشودة الحب والادب والسلام والحياة الحرة الكريمة.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *