تنطلق في البصرة الفيحاء شهر كانون الاول نوفمبر القادم من العام الجاري فعاليات معرض استثماري مهم وحيوي هو جيراكسبو تشارك فيه شركات انتاجية وتصنيعية متقدمة عربية وعالمية وعراقية من مختلف القطاعات مع المؤسسات الحكومية وشركات القطاع الخاص المحلية. والبصرة كما معروف عنها ثراؤها المعدني البترولي اذ انها تساهم بأكثر من 70 بالمئة من انتاج النفط وتصديره بشكل خام غير مصنع مع بالغ الاسف فضلا عن حرق الغاز المصاحب لعمليات الانتاج البترولي !! وهي مفارقة تغافلت عنها الشركات البترولية والمتعاقد العراقي في جولات التراخيص التي جرت عام 2009 وما تلاها ويعدّ ذلك تبذيرا وهدرا للثروات الوطنية بشكل خارق غير مسبوق ،فان اية تعاقدات بترولية وفي جميع ارجاء العالم لابد ان ترتكز على البترول الخام اضافة الى الغاز المصاحب ،اما تركه يحرق فذلك بكل تأكيد تقصير مقصود ليس الا من قبل الاطراف المعنية بتلك الاتفاقات في حينها كما انه يؤدي لامحالة الى تلويث هائل وبشكل مسرف للمناخات المحيطة وللغلاف الجوي للكرة الارضية وقد تم تأشير ذلك عالميا وبلا جدوى حتى اصبح العراق ثاني اكبر دول العالم في تلويث الاجواء والاضرار بالمناخ ومخالفة الاتفاقات البيئية. كان يمكن استثماره لاغراض توليد الكهرباء وللتصدير بدلا من استيراده من دول الجوار بشروط مجحفة !! فضلا عن امكانية تصنيعه كحبيبات بتروكيميائية وغير ذلك . البصرة تعوم على بحر عملاق من البترول وكانت وماتزال آبارها وحقولها النفطية متوقدة دائما وأبدا منذ الاربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي في الزبير والرميلة والقرنة ونهران عمر ولكن شعبنا البصراوي لايحصد سوى الضرر البيئي والتلوث والفقر المعيشي وسوء التخطيط والتنفيذ العمراني .الدعوة قائمة الى صنّاع القرار الوطني بالتوجه استراتيجيا نحو استثمار البترول الخام والمصاحب معا وعدم التفريط بأي منهما مطلقا ولا حرق الغاز المصاحب سدى وهدرا بملايين الامتار المكعبة يوميا!! فلا بد من النهوض واغتنام الفرص المتاحة ..وهل هنالك من فرصة سانحة للنهوض اكبر من استثمار البترول والغاز المصاحب وتوطين صناعته عراقيا؟؟