نزل المتقاعدون من قطار الوظيفة.في المحطة اكتشفوا انهم وحيدون.كل واحد منهم جلس على مقعد لا ينتظر شيئا.وبتقاعد قليل سيواجه ذلك الجالس في المحطة غلاء الحياة.بعبارة ادق,يمكنني القول ان المتقاعدين هم اكثر الناس اغترابا بين جميع العراقيين.يفكر المتقاعد بانه افنى عمره في الوظيفة,وخرج الى الحياة براتب قليل.هذه اذن هي صفقة خاسرة,وعبثية.يعطي المتقاعد احلى سنوات عمره لياخذ بدلا منها راتبا لا يكفيه.واذا كان هذا المتقاعد مريضا وهو مريض بلا شك فانه سيتعرض لمشكلة كبيرة وهي الحاجة الى شراء الدواء,ومراجهة الاطباء.يصحو المتقاعد فجأة حين يترك وظيفته على حياة مختلفة لا يفهمها.حياة وحيدة بلا قيمة,وحين يحاول ان يصرخ لتنصفه الحكومة يجابه برد فعل لا يتوقعه,ويعود الى بيته منكسرا.
المتقاعد اكثر غربة من عمال كارل ماركس.