في لقاء متلفز عبر أحد القنوات الفضائية التي يعلم الجميع توجهاتها ، أطنب السيد حيدر العبادي وأسهب في تبيان العملية السياسية ، ورسم مساراتها من خلال رؤية رئيس وزراء سابق . لا أعلم أن العبادي نسي أنه أحد قادة الأطار التنسيقي أم ماذا ؟ لقد أثار حفيظة العراقيين بتصريح سقوط السقف على الجميع !!
أقول سيادة رئيس الوزراء السابق ، أن سقوط السقف ضرب من الخيال في ذاكرة رجل سياسة ذو طراز قديم . أنت تعلم ونحن نعلم كذلك ، أنه ليس من العيب تحديث الانسان لذاكرته السياسية ، لكن العيب أن يعيش السياسي عقدة الماضي ، وعدم التواصل مع المستحدثات . أقول لك وبضرس قاطع ، بسبب تهالك سياساتك وسوء أدارتك التي جاءت بالزنيم مصطفى مشتت ، كاد السقف أن يقع لو لا فضل الله ولطفه على العراقيين .
أطنابك ، وتشريقك وتغريبك في رسم ملامح سياسة المرحلة القادمة ، كان الأجدى بك أن تمارسها وأنت على رأس الحكومة . أما أن تحاول اليوم زعزعت الثقة التي بدها السيد السوداني بخطوات واضحة ، وقد لاقت صدى شعبي واسع ، مرفوضة بكل المقاييس لعدة أعتبارات ، أولها وأهمها أنك قائد من قادة الأطار الذي أنبثقت منه حكومة السيد محمد شياع السوداني الذي يحاول القيام بترميم ما قد هُدم بسبب السياسات الحكومية الفاشلة ، والتي كنت أنت أحد أدوارها السابقة سيادة الرئيس .
أما تفاخرك بالنصر على داعش ، فأنه بفضل الله وفتوى الجهاد الكفائي وبدماء أبناء العراق الغيارى ، ودعم الجمهورية الاسلامية تم أسقاط دولة الخرافة في الزمن الذي كنت فيه رئيساً للوزراء . فلا منَّه لكم بذلك سوى أنكم كنتم ( رئيس للوزراء ) ولقبكم القائد العام للقوات المسلحة بعنوانهِ الثانوي الذي أقره لكم دستور العراق . أتمنى على سيادتكم أن تعي خطورة المرحلة المقبلة وأن تحاول قراءة المعطيات الكبيرة التي تعصف بالشرق الأوسط وغرب آسيا المقاوم ونحن جزءاً من هذه المنطقة من العالم . نحن بأمس الحاجة الى جرعة تفاؤل ، ودعم حكومة السيد السوداني ، بدلاً من التصريحات المتشنجة . أسمح لي أخيراً أن أهمس في أذنك سيادة الرئيس السابق وأقول : لم تكن موفقاً في تصريحك لأن السقف لن يسقط ، وللبيت رب يحميه ويحفظه .