مَن الله على العراق واهله خيرات كثيرة فوق ارضه وباطنه ومن السما حيث موضوعنا الذي نسلط الضوء عليه هو ( مَن السما) كما هي تسميتها وهي حلوى عراقية متوارثة بين الاجيال

مَن السما …هكذا يطلقون علها الاسم لانها من صنع الطبيعة الربانية ففي نهاية فصل الصيف

ومع بداية فصل الخريف تتساقط مِنَ السماء قطرات من الندى على اوراق الاشجار الجبلية في اعالي جبال كردستان العراق يطلق عليها من السما وهي فعلا كذلك نازلة من السماء ليجمعها فلاحو جبال بنجوين القاطنون في بيوت من الحجر وفي قرية ( كالمنك )بمعنى نبع القمر حيث يهبط المنُّ منذ 3 الاف سنه من زمن سيدنا موسى عليه السلام ولحد الان والتي ذكرت بالقران الكريم . بقوله تعالى ( وانزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات مارزقناكم ) .. يسقط المن على اشجار المازو فيكون حلوا وحين يسقط على اشجار البلوط يصبح مرا يقول احد الفلاحين ويسقط كل سنتين او ثلاث سنوات مرة فهو كالندى يسقط ليتفاعل مع اوراق الاشجار مكونا طحينا سكريا سرعان مايتجمد ليتحول الى كتل صخرية فهي على شكل حجر يكون غالي الثمن و يكسر بالمطرقه ليكون مايشبه التراب ينقع ليلة كاملة بالماء ومن ثم يصفى ويوضع على النار حتى يتكون شكل يشبه الدبس او سائل بقوام الحلوى لاحتوائة على مادة محلاة يستخلص هذا السائل وهو المادة الخام الجاهزة للاضافات .. يضاف اليه بياض البيض المخفوق مع الهيل والمكسرات ليكون ذا طعم لذيذ جدا تفرش العجينه وتقطع الى قطع صغيرة تغمر بالنشا للمحافظه على العجينه طرية وعدم تلاصقها ببعضها توضع بعلب خشبية لتباع في الأسواق فما من زائر يزور محافظات كردستان العراق حتى ياخذها كهدية حلوى من السما تحتوي على فوائد عديدة فهي تقي من التهابات الجهاز الهضمي والامعاء وهي مفيدة للالام الصدرية ومهدئ للسعال كما تخفف الالام العصبية وهي ايضا مفيدة للذاكرة وتقويتها وخاصة عند كبار السن كما تعتبر داعمة لصحة الاسنان والعظام لاحتوائها على نسبة عالية من. الكالسيوم .. كذلك تعمل على تخفيف ضغط الدم و نسبة السكر بالدم لوجود الانزيمات فيها كما تعد واقي من الامراض السرطانية بالجسم كما تطهرة من السموم وتقوم على تقوية الجهاز المناعي. . وعلى الغالب توضع في علب من الخشب انها رحلة حرفة توارثها الاجيال .ومازالوا مستمرين على ذلك ويعتبرونها جزءا من تراث قديم والاستمرار بالعمل فيه حفاظ على هذا التراث وان مدينة السليمانية مشهورة بمن السما فما من زائر يصلها الا ويخرج منها محملا بصناديق خشبية متوسطة الحجم مليئة بمن السما ولكثرما تُقدم كهدايا بل اضحت طرفة فان قلت ذهبت الى السليمانية سيأتيك السؤال واين (منّ السما) وكأنه الشاهد على حقيقة الذهاب الى السليمانية .

اللهم اجعلنا من زوار السليمانية واذقنا حلاوة (مّن السما) واعطنا الطاقة لحمل صناديق منها للاحبة ولكي نتفاخر بانا ذهبنا وزرنا السليمانية اللهم امين .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *