غادرتني الحياة منذ أن أفلت يدك من يدي …، وأنت من وعدتني أن لا تفارقني مدى الحياة ، ومثلك لايخلف العهد فلما رحلت وأنت سندي بعد الله ، وكيف هانت عليك ابنتك …؟ فماعساي أن أفعل بعدك..!! وكيف تسير تفاصيل يوميات حياتي دون أن يكون لك وقع فيها …!!، لم تكن تمضي الدقائق دون أن أكون بجانبك طيلة اربع سنوات وانت تصارع المرض ، حتى أنفاسك مازال صداها يمر بمسامعي ليشعرني بالأمان وأن بطلي بقربي ولن يسمح لأي كائن أن يمسني بسوء ، أحاديثك ..وصاياك …سؤالك عن الأهل والأقارب والجيران … دعواتك بالخير للجميع … كل ذلك مخزون في ذاكرتي ويمر بين عيني كشريط سينمائي لا أمل من تكرار عرضه فبين الحلم والحقيقة تعاني روحي من ألم فراقك وبين أن يكون ما اعيشه مجرد كابوس ساصحو منه قريبا أو حقيقة مأساوية سترافقني طوال العمر بين هذا وذاك أقف مذهولة الفكر مكسورة الروح
فأصبحت لا أشعر بمن حولي ، وأرى طيفك يحوم حولي ليقول لي أنا بجانبك لا تخافي من شيء ، وأشعر بيديك الطاهرتين تمسح مدامعي، وأشعر بغضبك من الموت الذي تسبب بنزول دموعي فحميتك وغيرتك على أبنتك لا تسمح لشيء أن يبكيهاويؤلمها…، أبي هاهي مدللتك تشعر بالذل بعدك والخوف الشديد لأنها تلتفت يمينا وشمالا ولا تجدك حولها ،وهي التي لم تفارقك طوال حياتها فلم يبقى لي سوى طيف لايمكن لمسه أو سماع صوته ،وعبارة بارك الله فيك بابا اسمعها منك دون ملل ، حبيبي وقرة عيني شعرت بأن الأرض تزلزلت تحت قدمي والجبال انهدت فوق رأسي برحيلك تبا للموت الذي فرقنا ، وأبعدك عني يامن ملكت روحي فما قيمة حياتي بدونك ، تبا لك ياقلمي لأنك عجزت عن خط عبارات الألم الذي أعاني منه بفقدان قرة عيني فياترى هل انت عاجز أيها القلم عن التعبير عن مشاعري وحزني ام أن المي وحزني أكبر من أن يوصف بالكلمات .فمازلت أشعر بأني احلم وأن مااعيشه الان ماهو الا كابوس مرعب وسأصحو منه يوما ما لأجدك ممسكا بيدي فكم استغرب من قطعة خشبية أن تحمل هكذا بطل فأنت المهاب وفخر قبيلتك وفخر رجالها أيها الغيور الكريم بقيت مناقبك يتداولها الناس وستذكرها الأجيال القادمة شكرا لك أبي كونك تركت لنا تأريخ نفتخر به ، شكرا لكونك كنت لنا الأب والصديق والسند ، رحمك الله ياروح روحي واسكنك فسيح جناته أحببت أن أقول لك بأني افتخر بك في حياتك ومماتك.وسأبقى أرثيك حتى أجاورك في القبر ، فكيف لي الصبر على فراقك .