لا نمنع الخيرإذا ما طرق باب أحد بل نبارك له ونعممه من أجل أن يكون عرفا وتقليدا مجتمعيا وإداريا في مرافق الدولة لكي تلتزم به الاجهزة التنفيذية جميعها ..

ومناسبة العودة لهذا الموضوع هو إعلان الجهات المعنية بسرعة فائقة عن توزيع قطع الاراضي للاعبي وأعضاء المنتخب العراقي والملاك التدريبي والاداري واعضاء الوفد ورئيس واعضاء الاتحاد العراقي لكرة القدم

والحكام العراقيين المشاركين في بطولة خليجي 25

ليت تلك السرعة تتحول الى (عدوى) تنتقل كالنار في الهشيم الى مفاصل الدولة الاخرى بتلك

السرعة الفائقة وليس بهذا البطء السلحفاتي ..

وليتها اسعفت المتقاعدين بتحقيق الوعود لهم وما أكثرها لتحسين مستوى هذه الشريحة ليس بقرارات لا تغني ولا تسمن ، بل بملامسة معاناتهم مباشرة بزيادة رواتبهم ..

كيف للمتقاعد مثلا أن يسافر ويستفيد من نسبة التخفيض في الخطوط الجوية العراقية وراتبه التقاعدي لا يكاد يسد مراجعاته الدورية المستمرة للطبيب والصيدلي أو تكفي لطعام وشراب يناسب وضعه الصحي أو يبني بيتا في اخرعمره وهو لم يتمكن منه في شبابه وقوته ..

وليتها انهت بالسرعة ذاتها معاناة المواطنين على مدى تلك السنوات العجاف من الكهرباء واستنزاف اموالهم العامة والخاصة عليها وتخليصهم من المولدات الاهلية وضجيجها ومخاطرها .. وليتها .. وليتها .. وتطول قائمة ليت والتمنيات والمستحيلات ..

لا يمكن لاي عراقي أن يغمط حق الرياضة ودورها الدبلوماسي على الصعيد المحلي والخارجي .. وكيف تحولت الى قوة ناعمة في تعزيز وحدة الشعب والهوية الوطنية الجامعة للشعب الواحد ليس في بطولة واحدة فقط بل في كل المباريات الدولية ، بعد أن حاولت السياسة تقسيمه بمبدأ غريب عليه هو المحاصصة والمكونات وكيف أدخلت الرياضة الفرحة في مناسبات كثيرة الى كل بيت وروح وحولت الشوارع الى كرنفالات تتغنى بالعراق وتلاحم ابنائه ..

ومع كل التقدير والعرفان لهذا الدورهناك من يتساءل هل كان للرياضة أن تحقق هذه الدبلوماسية الفائقة وتظهر العبقرية الشعبية بهذه القوة والوضوح والتعبئة والانتشار الواسع والعبور الى افاق العالم الواسعة لو لم يكن هناك اعلام مساند لها تمكن من خلال التغطية الواسعة للمباريات والنشاطات من تقديم صورة جميلة وايجابية عن البلاد الى العالم وصناعة رأي عام جديد مختلف تماما لدى مختلف طبقات المجتمع ، ونشر الثقافة والوعي الرياضي بين الجماهير وبذلك يكون الاعلام قد قدم صورة عن مستوى الرياضة في المجتمع ودورها المتميز بحيث اصبحت تشكل احد الملامح الاساسية فيه كما ساهم في اشاعة الثقافة الرياضية ونشر نظرياتها وادبياتها وقوانينها كأي علوم من العلوم الاخرى واختصاصاتها المتنوعة واقتصادها وتجارتها.

لا ينكر ذلك احد .. ومع ذلك لم يحظ هؤلاء الابطال بما حظى به أعضاء المنتخب العراقي من تكريم يناسب هذا الدور الكبير .. ويستشهد اخر بمكافاة الصحفيين والفنانين والادباء التي لم تصرف على مدى سنوات ومن ثم جرى تقليلها الى أن استقرت على مبلغ بسيط جدا وتأخيرها حتى اقرار الموازنة ..

فهل هو عصرالقدم وليس القلم كما يرى توفيق الحكيم عندما قال ( انتهى عصرالقلم وجاء عصر القدم .. فاصبح اللاعب يأخذ من الرواتب في السنة الواحدة ما لا يأخذه جميع أدباء مصر منذ فترة اخناتون حتى الوقت الحالي ) أم تغيرت الحال والادوار ؟..

بالتأكيد لكل مفصل في الحياة دوره بالتعاون مع الاخر .. فاذا كان القدم يحقق بضربة واحدة الفوز في ملعب مساحته امتار لكن الاعلام ينقلها الى مسافات بعيدة بالاميال وبذلك تكون تلك الضربة قد قطعت مسافة الالف ميل بصورة واحدة ، ليس بين الاشقاء فقط بل على مستوى الانسانية جمعاء ..فيكون لها هذا التأثير الكبير والصدى الواسع .

ما كان للرياضة أن تحقق هذه الدبلوماسية القوية وتحظى بهذا الاهتمام الشعبي المحلي والعالمي والمتابعة للمنافسات ونجوم الرياضة والخدمات المتصلة بالرياضة لولا الاعلام الذي اصبح جزءا مهما من سياسة الدول في علاقاتها الخارجية واستخدام الدبلوماسية الرياضية وقوتها الناعمة مع الدول الاخرى لتحقيق اهدافها ..

وبذلك تحولت الرياضة من عملية ( قتل فراغ ) كما كانت في البداية ومن مستوى الحي والمدينة الى الحرفية و العالمية والى سياسة دولة وقوة ودبلوماسية لها ربما تعجز الدبلوماسية الرسمية الخارجية عن انجازها مع كل ما يرصد لها من امكانات مادية وبشرية ..

وما كان لكل ذلك ان يتحقق لولا الاعلام ورجاله والرياضة وفرسانها .

{ { { {

كلام مفيد :

عندما تجد مصعد النجاح معطلا استخدم سلم النجاح درجة درجة .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *