ربما هو سؤال عقيم , لكنه حقيقي وجوهري , ربما سيخضع لمشرط التحليل النفسي او المغالاة الفلسفية عن معنى الوجود او سبب وجودنا , هو هاجس يتحرك في الروح والوجدان مثل نحلة تطن قرب اذنك منذ بداية تفتق الوعي ومتاهات الاسئلة والبحث عن مخرج !! تنقب بين الكتب عن اجابات فتخذلك الانقسامات الفكرية , وتبقى عند حديقة الطفولة لتمعن اكثر في ماهية رحلة الحياة , هي الرحلة البحث عن ماذا تريد وماذا تبتغي واي السعادات انسب , كيف تخاتل الموت وكيف تحظى باحترام ؟؟ من انت والى اي القوافل تنتمي , من هو تاج رأسك ولماذا تنحني له بهذا الخنوع , من ماذا تخاف ؟؟ تستغيث بالذكريات كي تقاوم الكهولة , تتأنق كي تقلل من فوضاك الداخلية , تقفز من حب الى اخر هربا من وحدتك وانكسارتك وضياع البوصلة !!
الا انك تبحث , لا مناص من ضرورة هذه اللعبة التي تمنحنا شيئا من قدرة التواصل وتحقيق لغز التوازن النفسي , او قدرة الانصياع لكواسر الزمن ومحبطاته ,,
الا انك تبحث ,, وانا معك ,, نبحث عن جوهر المغزى الذي يهتف بك انك على قيد الامل وعلى قيد الوجود و ان على هذه الارض ما يستحق المجازفة , ما يستحق ان تصارع كسلك وتهزم شيطان البؤس واللاجدوى الذي يقتنصك
ويحاول اغنيال بريق وجدك ولهفتك التي تدفعك للهرولة نحو واحات لا مرئية !!
ولا زلت تبحث وطن من المحبين يشاكسون غربتك وينصبون الشراك لحزنك الذاتي,, توأمك , وقرينك مذ نشوة الدبيب الاول , تبحث عنهم حكماء يسترون عورة خذلانك وضعفك وانسحاقك تحت سرفات المعتاد !!
من حقك ان تبحث عنهم …عشاق , مغامرون , يسايرون نبضك وينعمون بقدرة الانصات لجرحك وصمتك وموتك !!
ابحث عنه , ذلك الحب الاسمى المتجاوز حدود التسميات والتصنيفات , ذلك الاحساس بالاحتماء من كل شيء ,,
ابحث عنه هو على مرمى وردة من بصيرتك يا صاح ,, سيتوج عمرك بالملذات التي تناغم سمفونية الوجود الذي تشتهي وتتمنى ,, كن جدير بحلم الوصول الى غاية اقتناص الحقيقية , اقتناص لغز التماهي مع روحك العطشى لفيض الاسترخاء او الارتماء تحت اشجار المحبة ,,
انت في حالة بحث عن مغزى ,, تحزم حقائبك من سفر لاخر , تجند مواهبك للحيازة على مناصب او شهادة ا او ثروة ,, وتبقى فاقد لطعم الفرح او رعشة الاحساس بالطمأنينة , ينتهي العمر بين خصامات غبية وصراعات حيوانية ,, وتشتهي طفولة الدفء مع من تحب ,, تشتهي مسامرة القلوب الهادئة , تشتهي لذة الصدق بلا كوابح ومصدات ,,
تفتش عن نفسك وسط ركام التكلف والتخبط !!

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *