((أَشدد حيازيمَكَ للموت فإن الموتَ لاقيكا
ولا تـجـزع مـن المـوتِ إذا حــلَّ بواديكا))
الإمام علي بن أبي طالب (ع) قبل استشهاده
تأريخ يعيد نفسه
قتلٌ وغدرٌ وخيانة
تمزيقٌ لراية حقٍ في العلنِ أو في سرٍ مكتومٍ وهمسة
أجل.. تأريخٌ يعيدُ نفسَه
وبَعدَ القدَر
بسيفٍ مسمومٍ من غادرٍ محموم
رفعه ابن مُلجم ليضربَ جبهةَ لله ساجدة
فيرقصُ الخارجونَ فرحًا بضربةٍ تشجُّ الهامة
وتَغنّت بحقدِها الدفينِ” قطامة” *
لكنَّ السماءَ تبكي ودموعُها دماءٌ، وتعلو الصرخةُ، ضربةٌ بِضَربة
وبين الموتِ والحياة، يشكرُ مَنْ للمؤمنين أمير، ربَّهُ
فُزتُ ورب السماواتِ والأرض، فزتُ ورب الكعبة
وبينَ الحياةِ والحياة، تنهالُ للناس وصاياكَ
آفةُ الأمانةِ الخيانةُ وأبغضُ العبادِ إلى الله
العالمُ المتجبرُ ومَن للحقِّ ناكر
وأحسنُ العدلِ نصرةُ المظلومِ وإشباعِ الجائعِ المحروم
ألفُ ألفُ قدرٍ يا علي جاء بعدك
صار الجياعُ يطعمون الأثرياء
ومَن تاجر بدينك يا علي، رفاقُ العاشق اللئيم
يقتلونك كل يوم
للأجنبي راكعين ساجدين وباسم الدين يصلون الفرائض الخمسة
يتشاورون.. يتهامسون
آن الأوان لتقسيم الدَين وقتلِ القابضين بحزمٍ عليه
ويُصبَغُ النهارُ بليلِ الحقدِ وتُقَطَّعُ الأجسادُ
ويَصرخ العبادُ أَدركنا يا ربَّ السماءِ
باسم الحقِّ وكرامةِ الأنبياءِ والأوصياء
لقد تَصَهيَنَ بعضُ العربِ وزاد الظلمُ والجورُ والكرب
وتأتي الصرخةُ هادرةً ويهرع البسطاءُ ومَن حملَ رايةَ الحقِّ
رايتَك ياعليّ
وتمطرُ السماءُ أملًا ورحمةً ووعدًا بالحقِّ
قد جاء القرارُ بكشف اللثامِ عن بائعي الوطن
مَن تاجرَ بالألمَ في وقتَ الضيقَ وقتَ المَحَن
لينثرَ نورَ اللهَ في النهار
وفي ظلمةِ الليلِ ووقتِ الأَسحار
ويشعُّ بريقُ سيفِكَ يا نبي سيفك يا محمد
سيفك ياعلي
بريقُ قسيمِ الجنة والنار
بريق “ذو الفقار”
بريقكَ يا علي
*قطامة:
هي من الخوارج ، وكانت فائقة الجمال ، وكان قد قُتل أبوها وأخوها يوم معركة النّهروان ، في قتال الامام علي بن أبي طالب (ع)، الخوارج فلقيها ، فأحبّها وهام بها ، ثم أرسل إليها يخطبها لنفسه ، فقالت له : لا أتزوجك حتى تُشفي قلبي ! قال : ما تريدين؟ قالت : ثلاثة آلاف وقنِّية وعبد ، وقتل علي بن أبي طالب . وفي قطام يقول ابن أبي ميّاس المرادي :
ولمْ أرَ مهراً ساقهُ ذو سـفـاهةٍ … كمهرِ قطام بينَ عُربٍ وأعجمِ
ثلاثةُ آلافٍ وعـبـدٍ وقـنــيةٍ … وضربُ عليٍّ بالحسامِ المسمّـمِ
فلا مهرَ أغلى منْ عليِّ وإن غلا … ولا فتكَ إلاّ دونَ فتك ابنِ ملجمِ
علي البدر