وأنا أتابع حلقة من حلقات قلبي إطمأن عن قرية توريرت المغربية البائسة حق البؤس سافر ذهني في لحظة من لحظات الزمن الصعب إلى قرى بلادي – العراق – وتصارعت الأفكار في خاطري وأنا أتصور أو أتخيل ذلك الكم الهائل والمهول من الدولارات التي يملكها القائمين على حُكم العراق في هذا الزمن التاريخي المرعب وأخاطب ذاتي كأنسان يحلم ببناء كل شبرٍ من أرض العراق وحتى بناء الدول الفقيرة على طول أرجاء الوطن العربي الكبير( لماذا لاتخطر على ذهن أي سياسي ثري من أثرياء العراق ) خاطرة التخلي عن حُب الذات وجمع الأموال من أجل التفاخر بها فقط بين الآخرين ….لماذا لايفكر أحدهم أو كلهم بالنزول إلى ميادين الحياة المختلفة على كل جزء من أرض العراق ومحاولة صنع تاريخ عظيم من الناحية الشخصية والعامة في نفس الوقت …لماذا لايفكر كل واحدٍ من أؤلئك السياسيين بحالات البؤس والشقاء التي تعيشها عشرات القرة على ارض العراق ولماذا لايحاول أحدهم خلق حالة فريدة تكتب لهُ تاريخاً مجيداً يطغي على كل منجزات البشر في أماكن مختلفة. لايتطلب الأمر إلا التضحية بجزء مناسب من تلال الأموال المكدسة في بنوكٍ مختلفة أو في أماكن سرية لايعرفها إلا الله. أنا لا أفهم ما يجري في عقول أؤلئك الأثرياء هل أنهم يعتقدوا أن أموالهم وقِلاعهم التي يشيدونها بين الحين والآخر ستحميهم من الموت أو الجحيم. الخلود في صفحات التاريخ يتطلب جهداً إنسانياً رائعاً يُعيد من خلال ذلك الجهد الكبير الحياة إلى فئاتٍ بشرية كثيرة تحلم بأبسط الأشياء التي لايمكن أن تخطر على ذهن الأثرياء أعلاه…مجرد طريق جميل لقريةٍ ما أو صنبور ماء أو مصباح يُزيل ظلمة الروح والظلام . ماقام به غيث وفريقهُ لقرية توريرت المغربية وغيرها من القرى البائسة تتطلب وقفة تأمل وتمجيد قدسي على طول تاريخ هذا العالم الكبير. هنيئا لكم أعمالكم الإنسانية الجبارة عند الله – أقصد هنا غيث وفريق عمله. أعتذر من كل فردٍ من أفراد قرية توريرت المغربية لأنني كعراقي لم أستطع المشاركة في فريق غيث لإنقاذكم من ذلك الألم الكبير ولكنني أشارككم من هنا بدموعي التي راحت تغطي كل مساحاتِ وساحاتِ المعاناة المنتشرة على كل شبر من ارضكم …من يدري لعلي أصير متمكناً يوماً ما وأسافر اليكم لأرى عظمة الإنجاز الذي قام به غيث وفريقه ولكن هذا مستحيل الآن لأنني لاأملك حتى ثمن تذكرة السفر اليكم.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *