(فلان الفلاني) زاوية قصيرة في صحيفة (الزمان) تصلح أن تكون ومضة أو لمعة أواضاءة خفيفة في طريق التواصل مع الاخروتتيح فرصة التعرف على حركة المجتمع العراقي والعربي في بعض جوانبه من خلال أسماء معينة ونشاطاتها وحياتها الاجتماعية والوظيفية والابداعية .. وانا شخصيا أحرص على أن تكون لي النظرة الاولى عليها خلال تصفحي للصحيفة وربما حتى قبل أن أطلع على مقالي الاسبوعي فيها ( نبض القلم ) ..

+ وفي احد الاعداد من الاسبوع الماضي نشرت صحيفة الزمان في هذه الزاوية ومضة سريعة عن صدور كتاب الفريق مارد الحسون وكيل وزارة الداخلية لشؤون العشائر الاسبق بعنوان ( محطات ومواقف ) أعاد بذاكرتي الى مطلع السبعينات من القرن الماضي عندما كنت طالبا في كلية الاداب وكنا نزوره أنا واخوه زميلي الاستاذ خالد الحسون في عمله بين مدة واخرى ونزور والده رحمه الله ايضا في بيته في حي دراغ بالمنصورعندما ياتي الى بغداد من منطقته في الديوانية وهو من شخصياتها الاجتماعية والعشائرية المعروفة .. وتجدد التواصل بعد ذلك ولا يزال مع الفريق الحسون من خلال صديقنا العزيز المشترك الاستاذ عادل سعد ويعتز المرء بصداقة مع مثل هذه الشخصيات التي تحمل تجارب غنية واخلاقا عالية .

كتب وأبحاث ودراسات ترى أنه لا يمكن فصل القبيلة والعشيرة عن المشهد السياسي والاجتماعي الحديث كما هو رأي الباحث في الانثروبولوجيا ديل ف. ايلمان الذي عدها مكونا اساسيا من مكونات المشهد الاجتماعي للشرق الاوسط وشمال افريقيا في الوقت الراهن .

والكتب التي تحمل مثل هذه العناوين كعنوان كتاب الاستاذ مارد الحسون (مواقف ومحطات ) تثير الفضول للوقوف على رأي صاحب تجربة وتماس بالعشائر فيكون جديرا بالقراءة لانه محطات تتنقل بينها لمعرفة سيرة الكاتب وجوانب مهمة من حركة المجتمع من خلال تماسه معها بالعمل .. تستقي منها معلومات كانت حبيسة ذاكرته وحان وقت نشرها للاستفادة من دروسها والتجارب وتنوعها .. لذلك تعد جزءا من التاريخ ووثيقة يرجع اليها الباحثون ..

وهذا الكتاب يحمل بلا شك تجارب للمؤلف جمعت بين العمل الوظيفي في الشرطة بمختلف اختصاصاتها والمحاماة والعشائرية كوظيفة تولى مهامها الرسمية والبرلمانية والاجتماعية وكمؤسسة مدنية لها امتدادات واسعة على مستوى البلاد والمنطقة ورؤيته الخاصة للعشيرة وعلم الانساب وهو علم قائم بذاته يهتم بانساب العشائر والقبائل ويطلق على من تخصص به بالنسابة وله ادبيات خاصة ومنها تراجم لشخصيات مهمة لها تاريخها في مرحلتها واسر وعشائر وقبائل اضافة الى دور المضيف كمؤسسة للخدمة بكل تفرعاتها العشائرية والاجتماعية وادابها وفي علاقات العشائر مع بعضها سواء في الخلافات او في التحالفات ليكون بذلك مدرسة إجتماعية في أحد جوانبه التربوية و ( برلمانا مصغرا ) في جوانب اخرى لحل المنازعات والخلافات وتعزيز التكافل الاجتماعي والنسيج المجتمعي والوطني . ومواقع المؤلف الحسون الوظيفية تجعل كتابه جديرا بالقراءة لمعرفة رؤية متخصص الى هذه المؤسسة من زاويتين – رسمية واجتماعية .. وعنوان الكتاب يثيرأسئلة كثيرة في الذهن تتعلق بالمرحلة التي حصل فيها تداخل بين الدولة واللادولة .. وهل حافظت هذه المؤسسة على تقاليدها المتوارثة وروح المواطنة ونبذ العصبية والطائفية ؟ وهل كانت عونا للدولة في تطبيق القانون على الجميع ام فرض ( قانون ) العشيرة .. واسئلة كثيرة اخرى غيرها تكشف طبيعة هذه المؤسسة الاجتماعية في المراحل المختلفة .

تاريخ العشائر يؤكد تشابك النسيج الاجتماعي والوطنية العالية التي تجسدت في مواقف كثيرة ..

العشائر نسب واعتزاز بالاصالة والتاريخ وروح الجماعة والتعاون وتعزيز الوحدة الوطنية لكن العشائرية على حساب القيم المدنية التي يتساوى فيها الجميع مرفوضة .

إن ادخال العشائرية في اختيارات المواطن الوطنية والسياسية والانتخابية يخرج العشيرة عن مهمتها الاجتماعية والوطنية ويكون ذلك على حساب المجتمع ويلحق الضرر به .

العشيرة خيمة صغيرة ضمن الخيمة الاكبر وهي الوطن .

{ { { {

كلام مفيد :

التعامل اللطيف هو اللغة التي يستطيع سماعها الاصم ويستطيع رؤيتها الاعمى .

(مارك توين) فنان وكاتب

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *