بعد إنقطاع وانحباس لأشهر مضت عادت الغيوم مجددا تغطي سماء العراق لتهمي مطرا مدرارا لثلاثة أيام متتالية.
حمد الجميع الله وشكروة على تلك النعمة وذلك الاحسان ..رغم الضرر الذي اصاب بعض المدن التي انغمرت شوارعها بالمياة.
استوعبت سدودنا وخزاناتنا تلك الامطار والسيول الجارفة القادمة من دول الجوار..وبذلك امتلأت انهرنا واهوارنا بما يجعلها منتعشة بحياة جديدة لتنفيذ خطط الإستزراع وبرامج التمنية الزراعية والصناعية والخدمية.
التي يبغي العراق من خلالها تحقيق الاكتفاء الذاتي وعدم الإعتماد على المستورد من الدول المجاورة..ورفع المستوى المعاشي للمجتمع الزراعي بالشكل الذي يؤمن له مستلزمات الرفاة والاستقرار..وعدم ترك الارض والتحول إلى مهن أخرى.
كذلك فإن تلك الأمطار ستجدد الحياة في بيئة الاهوار وتزيد من ثروتها السمكية وتنوعها الأحيائي..وتجعلها محطة استقرار للطيور المهاجرة والمحلية التي تستعد الآن لموسم التكاثر.
وهنا تراودنا أمنية اشتقنا كثيرا لتحقيقها..هل سيأتي اليوم الذي تستيقظ فيه طبقتنا السياسية وتعود إلى رشدها وتستمع إلى صوت المتعبين من أبناء الشعب الذين أثقلت كاهلهم البطالة وسوء الخدمات وعدم توفر السكن اللائق ..وانعدام الأمن وانتشار الفساد وكثرة المظلومية.
هل سيأتي اليوم الذي يتناسى فيه ساساتنا خلافاتهم الحزبية والطائفية والتوقف عن الإهتمام بمصالهم الضيقة.
منذ ثمانية عشر عاما…وأبناء الشعب ينتظرون قدوم انتخابات حرة ونزيهة تتمخض عنها أمطار بركة سياسية تغير تلك المعادلة الفاشلة ونشهد ولادة عراق جديد يحكمة القانون وحقوق الإنسان والعدالةوالتنمية والمواطنة..المتاخي بين طوائفة وكل مكوناته الأخرى..المتوازن في علاقاتة بين جيرانه ودول العالم.
لا يسعنا كشعب إلا الإنتظار والتفائل عسى إن يكون القادم افضل.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *