يُحكى أنَّ هناكَ وطنًا تفرَّقَ أبناؤه
وتقطَّعَت أوصاله، زارهُ الموتُ فعشِقه وأقسم أن لا يبارِح أرضه!
سقى أرضه من دِماء أبنائه، وابتلع ما استطاع ابتِلاعه منهم، ومن لم يستطِع أخرجه من هناك عُنوةً، طردًا كما يطردُ حاكِمٌ عبدًا خالفه الرأي!
أو أبقى عليه ذليلًا فقيرًا جائعًا مسلوب الحقوق والأحلام والأمنيات!
يتوه في الأرض يرجو ميتةً أو يمدُّ يدًا يحتكرُ بها ما ليس له حتى يعيش!
ويُحكى أيضا أنَّ لذلك الوطنِ حِضنًا!!
جرت على لسان البعض في الآونة الأخيرة جملةٌ قلبَت موازين ما استطاع كل من لا وطن له تحصيله من أمانٍ في أراضٍ ليست له:
“العودة لأحضان الوطن!”
عن أي أحضانٍ يتحدَّثون؟
عن حضنٍ يرى الفقر والجوع يأكل أبناءه ولا يفعل شيئًا؟
أم عن حضنٍ أخرَجَ من أخرَجَ مِن أبنائه خوفًا وذعرًا دون أن يرحم أو يرأف؟
أم عن حضنٍ قتل كلَّ بارقةِ أملٍ لاحَت بين أفكار مواطن يحاول المضيَّ نحو هدفٍ يراه جيدًا بالنسبة له؟
أم عن حضنٍ يتَّمَ وتسبب بالفقد ولوَّع قلوبًا ونشر خوفًا في أرجائة وما زال ساكِنًا؟
عن أي حضنٍ يتحدَّثون؟

 

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *