الأعم الأغلب من مقالاتنا الصحفية وبرامج القنوات الفضائية ونقاشاتنا في وسائل التواصل الاجتماعي تتناول الأمور السياسية، بل أحاديثنا في دوائرنا ومنازلنا وشوارعنا هي أحاديث في السياسية أيضاً، وحتى أحلامنا أصبح للسياسة نصيب منها، هذه الظاهرة ترافقت مع التغيير بعد عام 2003 ومع دخول أجهزة البث الفضائي الستالايت لمنازلنا التي أتاحت لنا الاطلاع على ما يدور حولنا عَبرَ ما تتناقله لنا القنوات الفضائية من أخبار وأحداث العالم اليومية التي كنا محرومين من متابعاتها، ونتيجة لهذا التغيير وامتلاك أفراد المجتمع ثقافة جديدة كان محروم من الحديث أو الخوض فيها، وظهور التحليل السياسي الذي أحتل مكاناً في يوميات الفرد العراقي، فأصبح التحليل وظهور المحللين شيئاً مهماً وجزءً من الحياة اليومية للمجتمع، انعكست آثاره على الشارع حتى صارت عبارة برلمان الكيا واسعة الانتشار وتتداول على الألسن بفضل محللي الكيا وبرلمانها، بالتحليل نبدأ يومنا وصباحناً وكأننا لم نشبع من التحليل وطرح الآراء والعراك بالألسن والذي يصل أحياناً للاشتباك بالأيدي على طريقة فيصل القاسم الذي يشكل ظاهرة تأثير وسائل الإعلام بالجمهور، أقول لنغادر هذه الثقافة ولنكتب أو نتناقش في أمور أكثر راحة لأدمغتنا وقلوبنا المتعبة التي أثقلتها هموماً السياسة ونفاقها ومشاكلها التي لم تصل بنا لأقرب شاطئ أو نقطة من بر الأمان منذ تأسيس الدولة العراقي الحديثة ولغاية الآن، لنتناول في مقالاتنا وبرامجنا التلفزيونية ما يغذي الروح والعقل ويثلج القلب ويبعدنا عن هموم الحياة والسياسة، لنكتب بتفاؤل للفرح والأمل ولنجعل من الإعلام ووسائله موجهة للتثقيف والتعليم والتسلية والترفيه وبث روح التسامح والتعاون بين أفراد المجتمع، دعوة عسى تجد من يستجيب.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *