بعد تحرير الموصل مباشرة،وإنتهاء عصر ظلام وبطش ووحشية دااااع ش، وهزيمته الفكرية والعسكرية، في نينوى، عادت المدينة الى وعيها وحياتها الطبيعية، ولكن ظلّت المظاهر العسكرية، تؤذي النظر وتثير شكوك وريبة المواطن، وقد زاد هذا، قيام المحافظين ومقرات الجيش والشرطة والاجهزة الامنية ودوائر الدولة، بتطويق مقراتها بحواجز كونكريتية عالية وصبات، وغلق الشوارع المؤدية لها،وخنقت المدينة بالغلق هذا، ولم يبق شارع وفرع صغير في حي إلاّ، واغلقته قيادة العمليات، تاركة المواطنين لمصيرهم، وكان حياتهم اغلى وأهم من حياة المواطن، الذين جاؤوا من اجل حمايته وخدمته، كما يدعون، واختنقت المدينة عن بكرة أبيها، حتى مقابرها لم تسلم، من الحواجز والغلق، ويتذكر أهل الموصل، كيف كانوا يفشلون في زيارة موتاهم ايام الأعياد، بسبب الاجراءات القاتلة في بوابات المقابر، حتى جاء الفريق الركن البطل نومان الزوبعي، قائداً لعمليات نينوى، وبناء على مناشدتي له في منشور خاص لسيادته، وازال الحواجز وفتح الشوارع كلها و((ودعا المواطنين بالمشاركة في فتح اي شارع امام بيوتهم وازالة كل الحواجز ومظاهر العسكرة للمدينة، بل ذهب اكثر من هذا وقال سيعاقب اي ضابط يعرقل ولاينفذ امرنا هذا)) وتم بإشرافه شخصياً، فتح الطرق وازالة جميع الحواجز، ولم يكمل المهمة ونقل الى مكان آخر، وسط دعاء اهل الموصل له بالتوفيق، وعادت بعده الحواجز وغلق الشوارع والمقابر ودخل المواطن في معمعة اخرى في التضييق، وناشدناه من جاء بعده، ولم يسمع لنا مناشدتنا احد، حتى جاء اليوم اللواء الركن البطل عبد الله رمضان الجبوري، ليقوم بحملة كبرى بإشرافه شخصياً، وجهد البلدية الهندسي بعد مناشدتنا له ايضاً، برفع جميع الحواجز والصبات وفتح الطرق، من امام المقرات وفي مقدمتها مقر مجلس المحافظة، وبقية المقرات الامنية والمدنية، في عموم احياء وشوارع المدينة واسواقها، رافعاً شعاره وموجها كلامه للجميع (من لم يستطع حماية نفسه، ومقره، فليذهب الى بيته، ولاخير فيه)، هكذا كان القرار الشجاع والقيادة الشجاعة لقائد العمليات اللواء الركن عبد الله، لتنّعم نينوى بالأمان والطمأنينة والاستقرار، وتتجسد العلاقة الروحية بمصداقية عالية، بين قيادة العمليات والمواطنين، الذين هم أساس ومنطلق امن المدينة واستقرارها، وبلا تعاون ودعم المواطن لايمكن أن يستتب الامن، وفي المقابل، بدون احترام الاجهزة الامنية للمواطن واحترامه، لايمكن ان ينتشر الامان، أمس تواصلت مع السيد القائد، وبلّغني تحياته للمواطنين، واصراره على تقديم الخدمات، بلا منّة، ووعدني بعد العيد بجولة اعلامية معه للاطلاع على تنفيذ قراره، بإزالة آخر حاجز، وفتح آخر شارع وفرع، في عموم أحياء المدينة، حفظ الله القائد وضباطه ومراتبه، في حفظ الامن والاستقرار للمدينة وتفويت أي فرصة لتعكير صفوها.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *