منذ الاعلان عن ارسال قانون الموازنة الى البرلمان ، سادت في الاجواء الشعبية ، لاسيما فئة الموظفين في الوزارات ذات الرواتب الواطئة ، روايات عن زيادة في الرواتب لتكون متساوية مع زملائهم في الوزارات المحظوظة ، اما المتقاعدون القدامى ، فقد راودتهم احلام وردية بمساواتهم بالمتقاعدين الجدد .. الم تعد المساواة هي أهم ركيزة حضارية في البناء والتنمية ، وأعظم أساس تقام عليه الدول والنظم ، فهي العدالة التي جاء الإسلام حاملا لواءها ومقيما لمعالمها إقامة لافتة بين التشريعات التي نظم بها شؤون الحياة ..
لكن تبين ان كل ذلك ، كان مجرد أضغاث أحلام ، تبخرت مع معرفتنا ببنود الموازنة … كانت سراب في المخيلة .. وبذلك ، سرت الشائعات ، وما اخطر الشائعة ان دخلت المجتمع .. فخطورتها عميقة الاثر.. وإن لم يخمدها المسؤولون عند أول تداولها ، بالنفي ، فـأنها تكون حبلاً حول العنق، لكن حين تعلن الجهات المسؤولة قائلة ( لا زيادة في رواتب المتقاعدين ، والمساواة في الرواتب غير واردة في الوقت الحاضر ) او تعلن ( ان الحكومة بصدد معالجة هذا الامر لاحقاً ) فالأمر يخفف احتقان الشائعة..
ان خطر الشائعة على المجتمع يزداد ، كلما كان هناك من يغذيها عمداً، ليصل إلى أهدافه في التخريب أو الانتقام أو تشويه السمعة ، كونها شائعة زاحفة أو متسللة، لأنها تُروجُ ببطء ، ويتم تناقلها همساً إلى أن يعرفها الجميع. ، ليبلغوا الهدف الذي ينتظرون تحقيقه من ورائها ، ومتابعة سريعة لما يُنشر في الصحف من نداءات المتقاعدين وصغار الموظفين ، او ما نشاهده في الفضائيات بنحو ذلك ، نعرف مدى تغلغل الشائعة .
دعوة من قلم ابيض ، الى اصحاب القرار ، انتبهوا الى خطورة ” الشائعات” التي تدور حول اعناق الوطن ، اقتلوها في مهدها ، وانهوا غلواء نتائجها المدمرة بقول الصدق والمصارحة فهما حديقة الحياة . واستقرارها .
[email protected]

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *