العيد في العراق له طعم مختلف جدًّا من خلال أجوائه وفعالياته من إجتماع الأهل والأصدقاء والتزاور في ما بينهم وما يتخلل ذلك من طقوس وأعراف مجتمعية خاصة لكل بيئة أو مجتمع،العيد الآن في العراق أكاد أجزم انه كالماء عديم اللون والرائحة والطعم؛ فلا طعم للعيد ونحن في عراق يدمر ولا لون له ونحن بعروبة تمزق ولا رائحة للعيد وعصى وحدة المسلمين تشق ويهدم صفهم، أي عيد والعراق بين مدن باتت مهجورة وليست مهجورة فحسب بل مدمرة؟ والانكى من ذلك هو الإنسان العراق اليوم اُسقي دماً بعد صداه للماء ابتلت الأرض حتى روت من الدماء لاحتراب مقيت فرض على العراق وشعبه فشوراع مدننا لم تعد تزين بالورود والأزهار فلدينا ما يكفي من أكاليل سقطت على أرض العراق بسبب فتاو غير مدروسة وسياسة هوجاء، أبناء جلدتي اكلتهم آلة الموت بيوتنا لا تخلو من شهداء ولا جرحى،أبناء بلدي مشردون يفترشون الأرض ويلتحفون السماء اديمهم الفقر ولباسهم التشتت، مخيمات تفتقد أدنى مقومات الحياة يعيش فيها نازحون قد فر إخوتهم إلى جنوب العراق وتشظوا في محافظاته وآخر منهم في شمال العراق وفي الحالين كليهما يقاسون الأمرين وأطفال تتفشى فيهم الكوليرا وغير ذلك من مظاهر الجزع في بلدي، محافظات فقدت بناها التحتية وأخرى تفتقر اليها، أرامل وثكالى وأيتام أرامل سيتضحو عالة على مجتمع يفتقد التكافل الاجتماعي في ظل قوانين متهرئة، ومصير هذه النساء مجهول لا يعلمه إلا الله فيبتن كقنبلة موقوتة لا نعلم متى ستنفجر، وأيتام سيكونون أرضية خصبة لأي فكر أو اية دعوة، هؤلاء الأطفال بعد فقدان المعيل في الاقتتال الجاري لأن في البلد وتلاشي الأم الأرملة في بحر المتاعب سيكونون عرضة للاستغلال وتكوين العصابة والتشجيع على الإجرام خصوصا حينما يجدون من يوفر لهم لقمة العيش بل حتى لمن يوفر لهم فرصة عمل تعيلهم ناهيك عن التعليم الذي سوف لن يتعاملوا معه نهائيا.وعليه يجب أن تتعامل الدولة مع هذه المصيبة بعد وقوع كارثة الاقتتال بجدية وحزم بجدية بتوفير فرص عمل للنساء ومحاولة الزج بهن في معترك الحياة مع توفير سبل العيش الكريمة لهن والعمل على إيجاد جمعيات تكافلية أو منظمات تضامنية للحيلولة دون حصول ما لا يحمد عقباه والعمل على إبقاء الأبناء مع أمهاتهم لضمان التربية لهم والتعليم على أقل تقدير أو العمل على إيجاد دور متخصصة لتربية الأبناء وتعليمهم وتوفير مستلزمات العيش لهم ومنع تسيبهم في الشوارع.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *