الكاتب نصير جبرين
شباب الحكومة الذي تغنّى طويلاً وكثيراً بالحقوق المسلوبة للشيعة ومظلوميتهم ودمار مدنهم وتخلفها استمرأ الخطاب نفسه حتى بعد تمكنه من تسلم السلطة فوقف بلا حراك أمام سردية المظلومية والتهميش ولم يتقدم خطوة إلى الإمام لنزع القهر ومنح الشيعة حقوقهم، وكل ما فعله جيل السلطة أنه جعل نفسه قيّماً على ثروات البلاد فأكلها أكلاً دون أن يفكر بعاقبة أنَّ هناك جيلاً شيعياً جديداً لم تعد تغريه خطابات التودّد الكاذب أو الاستخدام الممنهج للعقيدة الدينية الشيعية ولم يعد قابلاً للانخداع بالشعبوية الخطابية الطقوسية والشعارات القديمة، فظهر صارخاً بوجه جيل السلطة، رافضاً هيمنتها وأبوتها القاسية. الجيل الشيعي الجديد أحسن تعليماً وأعمق ثقافة من جيل السلطة المتخلف المستند إلى تقواه الزائفة وتديّنه الفارغ، في حين يستند الجيل الشيعي الجديد الى تعليم عالٍ وفكر منفتح واطلاع واسع وعقل عصري قادر على الإبداع والإدارة، وهنا تحدث نقطة التصادم بين جيل شيعي فشل بتخلفه وعقليته التجهيلية، وجيل شيعي جديد متنور متعافٍ فكرياً وتعليمياً يجد في نفسه قدرة على إدارة شؤون البلاد بتفهم لمشاكل الشيعة وتطلعاتهم. الجيل الشيعي الجديد لديه قدرة الاستجابة للتحديات والتكيّف مع الظروف الداخلية والخارجية وله مستويات معقولة من العلوم والمعارف الإنسانية ويستطيع أن يرفد مؤسسات الدولة بخبرات مقتدرة ومتحررة، بالعكس من جيل السلطة الذي افتقد لخزين من المتعلمين وأصحاب الخبرات؛ فاعتمد على ما هو متوفر عنده من أنصاف متعلمين من أتباعه، ورفض الاعتماد على خبرات الجيل الشيعي الجديد ومتعلميه، وهو ما أسقطه بالفشل الذريع، فبعد أن فشل جيل السلطة الشيعي في إدارة الدولة ورفع مستوى الخدمات للناس، وبعد أن فشل في تغيير حياة الشيعة نحو الأفضل، أصبح من الضروري والحتمي وحفاظاً على حكم الشيعة تخلي الجيل القديم عن الحكم والإدارة ليتولاها من هم أفضل وأحسن وأحدث، اقصد الشباب الشيعي بعد عام 2003 .