في بداية سبعينيات القرن الماضي..تأسس قسم علم النفس في كلية الآداب جامعة بغداد برئاسة الدكتور موفق الحمداني وعضوية كل من الدكتور عبد علي الجسماني والدكتوره سلوى عقراوي والدكتور ضياء الدين ابو الحب..وأنا الذي كنت اصغرهم عمرا وشهادة ولقبا علميا (ماجستير). وكنا بغرفة صغيرة لالطابق الأرضي. نهاية السبعينيات او بداية الثمانينيات، توسع القسم وانتقلنا للطابق الثاني. وجاء شاب جميل،أنيق،خجول..قدم نفسه لرئيس القسم:عبد الجليل التميمي.

اخذته من يده..قال، وابتسامة خجولة على وجه جميل يميل للبياض:

– العفو..وين ماخذني

اجبته:

– لمكتبك..راح اخليك بجنبي، واكملت ملاطفا، ولا تسألني ليش..لأن انت اهواي حلو! كان مكتبي قريبا من الشباك ،فرتبت مكتبه ليكون الى يميني..وبقينا عشرين سنة او اكثر..وكنا اقرب صديقين في القسم. وكنت اعمل فيه مقالب لو عملتها مع غيره لما تحملها..لكنها بيننا كانت تنتهي بالقبل. كان جليل حلو المظهر، حلو الأخلاق،حلو المعشر، محبا للعلم، حريص على طلبته،لا يسيء الى أحد ..ما ان تتعرف عليه حتى تعمل على ان تكسبه صديقا. حتى في بيته..كان ودودا مع اولاده في كل المرات التي كنت ازوره فيها. وداعا صديق المسيرة العلمية دكتور عبد الجليل التميمي ،وداعا يامن فجعتني برحيلك.