لستُ ربةَ بيت
ولا ربّةَ مكتبٍ
لستُ ربةَ أي شيء

تبا للأرباب جميعا…!

لا أرى الغبارَ على الرفوف
لا أجيدُ كيَّ الياقات البيض المصفرة
انحنى ظهري والرملُ باقٍ كالعلق على الشراشف
تكلستْ ركبتايَ كالمراوح في السقف تصرُّ كأسنانِ طفل غاضب

أخبَّئُ الشوكولا مع القبعات الشتوية في دُرجٍ عالٍ
أضعُ الحمالاتِ في الثلاجة
والببغاءَ في الغسالة
والنوافذَ تحت جدائلي الفحمية
أخبئُها كي لا يصادرها آكلو الشموسِ
ولحومِ النساء

لا أنظفُ بجدية
الأوراقُ تلتهمُ مكتبي القديمَ كالعثِّ في جيبِ معطفي
لا أعملُ بجدية
لا أجيدُ الكذبَ على العاطلين

لا أملكُ طقم شاي فاخرا
وأموتُ جوعا أحيانا ثم أحيا مراتٍ
لأني فقيرة ومهملة لا أملكُ طقم قهوة أنيقا.

أكره جليَ الصحون فجرا..
صباحا..
عند الظهيرة..
مساءً..
ليلا..
منتصف الليلِ
أكرهُ رائحةَ الصابون وملمسَ يدي الجافةِ
أبكي تخدشني أناملي حين أكفكف دمعي وحدي

لستُ ربةَ بيت ولا ربةَ عملٍ
لم تعلمني أمي شيئا غير … الحنان
ولا علمني أبي إلا القراءة

كلما أنجبتُ طفلا اكتأبتُ
أكره الأمومة
وسرير الزوجية الدافئ

أعطني البردَ

خُذْ عينيَّ وأعطني كتابا
أعطني أناملَ ناعمةً لأقرأَ بطريقة برايل كل كتب العُمْيِ الشهية
كرغيف ساخن على كفِّ جدتي
رغيفِ الهالِ الأشقر بالدبسِ…

رائحةُ الأفكارِ
أسطعُ من نور الصباحِ

خُذْ زوجي وأطفالي وأعطني كَهْلا يقرأُ لي
أغفو في حضنهِ
على وقعِ تنفسه وصوته الدخاني الرخيمِ
كل مساء
أتلمسُ العالمَ بشفتيه
أرتديهِ
وأقرأُ.

——

 

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *