على قارعةِ الموتِ تُرمى كجثّةٍ بلا ظلٍّ
وأنتَ حيٌّ لا أحدَ بك يكترثُ
حتّى عتمةِ اللَّيلِ تمرُّ بالقربِ منكَ
لا تحييك وبكَ…لا تكترثُ

وأنتَ تتفرَّسُ الوجوهَ المبعثرةَ
انظرْ إليها كمْ هي متشابهةٌ!
هل تبحثُ بينَها عن وجهِكَ الضّائعِ
تحاولُ أن تتذكَّرَ تقاسيمَه بلا جدوى
هل سألتَ عنهُ بائعًا متجوِّلًا ؟!
لعلّهُ باعه ذات حرب
اشتد فيها وطيس المسغبة
بأبخسِ الأثمانِ!

عدْ أدراجَكَ …عدْ إلى حيثُ
منبعِ الخطواتِ
تتقافزُ بِلا أقدامٍ
أو تقدَّمْ فهناك من سبقَك
حينها ألم تؤلمْكَ يداك المكبلتان
بالضّياعِ
وأنتَ تنقاد مجرّدًا من ذاتِكَ
لاهثًا خلفَ ضباعِ الزَّعامةِ؟

ليتكَ حين زعزعتْكَ الصِّراعاتُ
بقيتَ ملاصقًا لروحِ الأرضِ
وكنتَ أملًا أخضرَ كما الأرزةُ
ليتكَ لم تطلقْ رصاصاتِ الغدرِ.

هل تريد أن تعرف من أنا؟
أنا الشهيد الحي الميت،
أنا للغدِ تاريخٌ ٌمشع،
وقصائدي آياتُ مجدٍ
تروي عن معبرٍ شُقَّ بملعقةٍ ودمٍ!
فما البصيرةُ إن لم أرتوِ بها من نبعِ الحدسِ ؟
ما الأنغامُ إن لم تخرجْ من قلبِ الوجدِ؟
مصلوبٌ أنا منذُ فجرِ ولادةِ الحرفِ
لذا انبعاثاتُ أشعاري ليستْ بقصائدَ
إنما هي خميرةُ ألمٍ
وبقايا تكسُّراتٍ
لصرخاتٍ مكتومةٍ.

 

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *