وأنتِ تلقينَ قصائدَكِ على السَّتائر لا تنسين حصَّةَ أكتافي من الشَّعرِ
أكتافي التي نما خيرُها من لحمِ أظافرَكِ،
أظافرُكِ الطويلةُ كفيلةٌ لمدِّ جسرٍ من ساقِ القصيدةِ حتى آخر شبرٍ من عنقِ السَّطرِ
القصيرةِ
خناجرٌ تبرقُ تحت أغمدتِها كلَّما هممْتُ بلملمةِ ما تبقَّى من فُتاتِ العمرِ
وانتِ تنشرين الصباحَ على حبالِك الصَّوتيةِ لا تنسي حصَّتي من بُحَّةٍ في حنجرةِ الصَّمتِ
الصمتُ الذي يتفنَّنُ كلاعبِ سيرك في اللعبِ على حبالِ الحنجرةِ
الحنجرةُ، بحيرةٌ يابسةٌ تلهثُ خلفَ نهرٍ جارِ..!
وأنت تلقمين المرايا شيئاً من لعابِكِ لا تنسى حصَّةَ لساني من رضابِ الفجرِ،
الفجرُ، رقائقُ(شبس) هشَّةٍ تقضمينها دفعةً واحدةً وانا رجلٌ هشٌّ
وأنتِ ذاهبةٌ للنَّومِ لا تتركي عطرَك خلفكِ يركضُ
لاهثاً لا تنسي حصَّةَ أجفاني من الحلمِ
الحلمُ، مروحةُ ريشٍ وأنا رجلٌ من قشٍّ
القشُّ غيرُ ذلك الذي يكسِرُ الظَّهرَ، لعلَّه يكسِرُ القلبَ
وأنت تربّين الأرانبَ تحتِ قميصِك لا تبخسي حقّي من الجزَر ِ
فالأرضُ مازالتْ رطبةٌ، وأنا فلاَّحٌ أحرثُ الحقولَ
أحرسُ الأزرارَ خوفاً بعد هطولِ المطرِ..
المطرُ ليس بالضرورةِ انشودةٌ
فكمْ من مطرٍ يمتهنُ الصَّمتَ
وأنت توقظين الشمسَ من غفوتِها اتركي لها شيئاً من لمعةِ أساورَك
أساورُك التي تمتلكُ حظاً وافراً
من نعومةِ يدِكِ
كيف بها على ذقنِ رجلٍ تركَ الأمواسَ، امتهن بعثرةَ قصائدَ النَّثر.؟
هل دار في خلدِكِ يوماً أن هناك من يتلصَّصُ خيفةً من حفرةٍ تعلو سرَّتَكِ، يحاولُ حرثَ طينِها يزرعُ اصابعَه أشجاراًِ
يحملُ فأساً، يداهنُ الحطابَ
قبل مواسمَ النَّارِ
النَّارُ التي أحدِّثُك عنها لا علاقةَ لها بالذوبان، بدليلِ مازلتُ منتصباً وأنا رجلٌ من شَمعٍ
هامش
……..
نيابةً عن كلِّ الأسئلةِ الرَّطبةِ التي دارتْ في مخيِّلةِ المصطبةِ حين ههممْتُ بطيِّ أوراقِك عليها كأجنحةِ طائرٍ بلَّلها المطرُ،
فاتكِ من الأمرِ شيئاً
أن الحماماتِ التي كانت تعسُّ فراخِها على صدرِك لاتفقَهُ شيئاً من لغةِ الطِّباعة او دورِ النَّشرِ.
.