,, لازالت تتصاعد في هذا البلد مظاهر العودة الى الجاهلية الجهلاء في حلقات ومفاصل الدولة ونشاط المجتمع (حروب وغزوات واقتتال وسفك دماء وسرقة ونهب واختلاس ، لانظام ولاقانون وانما شريعة الغاب والصحراء !!!) ، ومنها هذا الاحتراب والاقتتال بين القبائل والذي بدأ يتصاعد ويتطور بشكل خطير للحد الذي باتت فيه حواضر المدن والمراكز الحضارية هي الساحة الابرز لهذا الصراع وهذا الصدام المسلح الذي اخذت تستخدم فيه انواع الاسلحه الخفيفة والمتوسطة والثقيلة وفي سابقه غير معروفه ، وكان اخرها ما حدث في احدى مدن محافظة  ذي قار ومناطق اخرى ايضا ، وقد علقت على ذلك بالاتي : – ان هذا الذي نراه الان من اقتتال واحتراب في الشوارع وفي مراكز المدن بين العشائر وحاملي قيم البداوة والتعرب والذي لازال يتسبب في تدمير الدولة وسلطة النظام والقانون ، فهذة هي واحدة من الامثلة الكثيرة التي تؤشر وتؤكد على حالات الخراب والدمار الذي اطال هذا البلد منذ اكثر من اربعة عقود وخاصة للمرحلة التي اعقبت السقوط ،، وهنا يحضرنا ما اوصت به (المس بيل) سكرتيرة القائد البريطاني(الجنرال ستانلي مود)  الذي دخل بغداد في الحرب العالمية الاولى ، فعندما قرر البريطانيون لاحقا انهاء الانتداب وتشكيل حكومة عراقية ، فقد كانت احدى توصياتها الى الحكومة البريطانية هو ابعاد مجتمعات العشائر والقبائل عن السلطة والدولة ، لان هؤلاء اعرافهم وتقاليدهم وطريقة تفكيرهم وطبيعة حياتهم وشخصياتهم وتوجهاتهم واهدافهم وما مخزون في عقلهم الباطن يتعارض تماما مع الدولة العصرية التي تستند في تشكيلها والية عملها الى الانظمة والقوانين الحديثة وليس شريعة الغاب او الصحراء ،، ويبدو ان الذي ذكرته كان صحيحا ، وخير مثال على ذلك هو الخراب والدمار والأنهيار الذي اطال العراق عندما اصبحت الانظمة تدار من قبل اهل العصبيات والتعرب ان كان في النظام السابق او الحالي  ، اما على مستوى الدين والشريعة الاسلامية والتي هي تتقدم بلا منازع على كل المذاهب والافكار والفلسفات الوضعية الاخرى ، هو علينا ان نعرف ، ان هنالك فرق هائل وكبير بين العشيرة والقبيلة كمنظومة مجتمعية جاءت اساسا بجعل الهي ومنذ بدء تشكيل النواة الاولى للاسرة الكبيرة منذ الاف السنيين ، وبين ظاهرة التعرب والاعراب وهي الجاهلية الجهلاء الذي جاء الاسلام للقضاء عليها وأنهاؤها وحذر منها بأشد العبارات ، والايات القرانية الكريمة كثيرة التي تشير الى ذلك ، اما ما يجري في العراق فهو في الواقع العودة الى ماقبل الجاهلية وهذا واضح من حجم سفك الدماء والغزو والحروب وكل ماهو سيئ ولعين يجري الان وكانت النتيجة تدمير وخراب البلاد واهلاك العباد ، قال العلامة ابن خلدون قبل اكثر من سبعة قرون في مقدمته الشهيرة قبل الاستعمار والصهيونية والامبريالية (اذا سيطر الاعراب على اوطان اسرع اليها الخراب)
قال تعالى في محكم كتابه العزيز الاية (97) من سورة التوبة : – ( الاعراب اشد كفرا ونفاقا) ، وقال تعالى في الاية (14) من سورة الحجرات : – (قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم) ، وعندما ذكر الرسول الاعظم (ص) الكبائر افرد سبعة منها واعتبرها اشدها واطلق عليها الموبقات السبع والتي واحدة منها هو (التعرب بعد الهجرة)  اي العودة الى الجاهلية الجهلاء بعد ظهور الاسلام العظيم ، ويبدو اننا الان بهذة الفوضى الغير مسبوقة وهذة الجرائم من سفك للدماء والسرقة والنهب ، وهذا الاحتراب رجعنا الى ماقبل الجاهلية ، وان ابرز صور لهذة الظاهرة المجتمعية والتي اصبحت تشكل خطر فعلي على الامن والسلم الاهلي ، هو عندما ينتقل هؤلاء الاعراب الى المراكز الحضارية في المدن الرئيسية وبالاخص العاصمة حيث يكون الصراع القيمي على اشده (نظرية العلامة المرحوم الدكتور علي الوردي) .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *