العاشر من نيسان من كل عام يوم ربيع الموصل ام الربيعين يستذكره الموصليون بشوق وبحسرة على غياب مهرجانه السنوي الذي

عرفوه جزءاً مهماً من ربيع الموصل وأدمنوا التمتع بألوانه الزاهية وفعالياته الكثيرة المنوعة ذلك المهرجان الذي دخل سجل الأرشيف

وطواه النسيان بعد مسيرة عقود من التألق والانتشار وقد تسببت بفقده النكبات المتلاحقة التي حلت بالمدينة من حروب وارهاب وطائفية

وبنظرة سريعة لتاريخ هذا الكرنفال وما تضمنه من فعاليات وأنشطة ومعارض فنية وأمسيات ثقافية ومسيرات تجسدها مواكب ضخمة

تجوب شوارع المدينة تلك المواكب التي جذبت الكثير من الاسر والشباب من العاصمة بغداد والمحافظات الاخرى لحضور المهرجان

والمشاركة بفعالياته المتعددة والتمتع بالوان تلك المواكب وتصاميمها المذهلة.

انطلق أول مهرجان للربيع في الموصل سنة 1969 بفكرة ومبادرة من محافظ المدينة في حينها عادل البكري ليصبح تقليداً سنوياً يبدأ مع اخضرار الأرض وتفتح الزهور وفي حضن الأجواء المعتدلة المعروفة التي تتفرد بها المدينة حتى اطلق عليها (ام الربيعين) لاعتدال

مناخها في فصلي الربيع والخريف،

استمر تنظيم مهرجانات الربيع في الموصل وفي العام 1980 تقرر أن يكون قطرياً بمشاركة محافظات العراق كافة مما جعله يتلقى الدعم المادي والمعنوي من المركز ويوسع دائرة الاهتمام الاعلامي له وأصبحت لجان الاشراف على تنظيمه مركزية بعد أن كانت محلية .

لم يكن المهرجان يقتصر على المواكب والفصول التي ذكرناها بل تعددت الانشطة الفنية وتمثلت بتصميم الرقصات والاغاني التي ترحب

بضيوف المهرجان من ممثلي الدول الصديقة ووفودها المشاركة فيه والاوبريتات التي تعكس تراث المجتمع الموصلي وعاداته الاجتماعية

ولا زالت ذاكرة الموصل تختزن صور الحفلات الربيعية التي أحياها أشهر المطربين والمطربات العرب على مدى أيام المهرجان الثمانية ،حضروا خصيصاً لاحياء لياليه التي اقيمت على مسارح قاعة الربيع وقاعة ابن الأثير وهما الاكبر في المدينة وقد استمر تنظيم المهرجان

سنوياً دون انقطاع حتى العام 2003 حيث توقف بسبب تردى الأوضاع الأمنية في المحافظة ليستمر هذا الانقطاع حتى اليوم .

واليوم تشهد الموصل حملات اعمار كبيرة غيرت شكلها وأظهرتها بحلة جديدة تليق بمكانتها وتاريخها العريق وهي تستعيد شواهدها التراثية

ومساجدها التاريخية ومرافقها السياحية مما يدفع للتفكير في اعادة نشاطها السياحي والاعلامي والفني والذي يمثل مهرجان الربيع بفعالياته

السياحية الجميلة المرآة التي تعكس وجه المدينة بحاضرها المتألق وتراثها الغني ومستقبلها الواعد بالخير والتقدم.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *