لم يتفاجيء الجمهور العراقي بهروب (كمبش) من أكثر المناطق تحصينا أمنيا وعسكريا ، وهي قلب السلطة النابض بالفرهود طالما يسكنها حيتان الفساد السمان المدعومين محليا ودوليا ، وفيها أضخم سراديب الظلام بالعالم في سفارة الولايات المتحدة الامريكية تدير ملفات الفوضى وتُحبك المؤامرات ضد شعبنا الصابر.. ثم جرى قتل كمبش فيما بعد لطمس قضايا فساد كبرى ، فأمسى وجودهم عقبة كبيرة في مسار البلد بشكل عام .. يحتلون مساحات واسعة بما تسمى (المنطقة الخضراء) .
وما تكتنزه ذاكرة المواطن العراقي بخصوصها من مشاهد سلبية تتربع على مخرجات عقله الباطن ، منذ أن جعلها الطاغية شديدة التحصين وقلاعا لمؤسساته القمعية ، ثم سارت بنفس المنوال (الحكومات الديمقراطية) بعد سقوط الحكم الدكتاتوري .
فصارت ملاذا آمنا للقادة السياسيين والشخصيات المنتفذة ومن سار بركبهم من عتواي الفساد وواية الخمط ، فباتت معزولة عن باقي الشعب ، تعيش برفاهية وترف، فيما تعاني فئات كثيرة من الشعب العراقي العوز والفاقة..
ودائما ما يطرق سؤالا مهما في مخيلة المواطن عن جدوى تلك البقعة الخضراء، وماذا قدمت للمواطن طوال عقدين ؟؟. ليتحمل عناء ما تسببه من إختناقات وزخم مروري !!.. لتربعها على خارطة مركز بغداد وتقطيع شرايين العاصمة.
وممن كسر تلك الصورة النمطية للخضراء رئيس الوزراء الأسبق عادل عبد المهدي حين نأى عن نفسه في أن يكون مكتبه خارجها وإتخذ موقعا آخر لرئاسة الوزراء.
ثم مساعي رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني بفتح بعض طرقها العصية على المكاريد، وإحداث نهضة بمسارات العمل الحكومي ، فصار من الضروري تنفيذ مشروع الحكومة البديلة كما مخطط له سابقا بإنشاء مجمع حكومي كبير لإستيعاب مؤسسات ودوائر الدولة قرب مجمع بسماية السكني خارج مركز العاصمة بغداد ، كما فعلت مصر بالآونة الأخيرة بنقل مؤسساتها الحكومية خارج القاهرة في مجمع ضخم، مما قل الكثير من الزخم المروري.
ونحن نتوسم خيرا بخطوات السوداني الجريئة لفك أسر شوارع بغداد من طوق المنطقة الخضراء وإنهاء إسطورتها المرعبة في مخيلة عامة الناس .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *