عندما نتصفح سيرة الرسل والأنبياء وقصصهم بالقرآن الكريم نجد من الدروس المجتمعية العظيمة التي تضع لنا أسس الحياة الكريمة والمشارك والاخوية بين مكوناته بدون تسلط او فرض سبل و آراء او أفكار ومناهج خصوصا (العقائد الدينية) التي تعتبر الوتر الحساس في التركيبة الشخصية الإنسانية مما يقود الى بناء المجتمع السليم والمتكاتف لتشكيل دولة المواطنة تمتلك الولاء المطلق بين جميع أفراد شعبها بجميع مللهم وطوائفهم ان قصة نبي الله يونس عليه السلام .. عبرة كبيرة وعظيمة للبشر جميعا ودليل على نبذ التطرف والعنف الديني والتسلط وفرض الامور العقائديه الدينيه على الغير بحجة انهم من يمتلكون الحق الإلهي وانهم الدين والمذهب والفئة المنصورة من الله ولهم الجنة ولغيرهم النار حيث بينت لنا سورة يونس ان الله عز وجل ارسل الأنبياء ورسله مهمتهم الاساسية الدعوةُ لله ، وليست الهدايةَ .. فالهدايةَ من اللهِ.
وعليه عندما قص الله عز وجل لنا هذه القصة ليست للمتعة والتسلية وانما بعبرتها العظيمة وغايتها الكبيرة (( على أن ليس من حق اي بشر ان يفرض الهدايه على الناس ويجبرهم عليها او يستعمل العنف لكي يدخلهم الى اي دين كان (حتى لو كان من الاديان السماويه ) بحجة الهدايه ..
قال الله تعالى في كتابه العظيم:
((إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَ?كِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ? وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ))
هذه لب وجوهر قصة سيدنا يونس عليه السلام