كنت اتوقع الذي حدث في السودان وذلك لان اختلاف الولاءات للخارج هو من يفجر الاوضاع في الداخل ، خاصة وان هذه الولاءات تجسدت في تلقي الدعم المادي للاطراف المتنازعة على السلطة في السودان وان الفريقين الذين يتزعمان الموقف الحكومي هنا طرفان عسكريان يريد كل منهما ان يتفرد في الحكم ويدفع بالاخر الى خارج المشهد السياسي فالبرهان وحميدتي دوقلوا كانا وما يزالان يريدان قيادة الجيش ولن يتخليان عن ذلك ، وان ما يجرى بينهما من اتفاقات كانت تهدف الى توسيع قدرات العسكر وقيادة الحكم في البلاد ولو استعرضنا المواقف بينهما وبين قوى الحرية والتغيير المدنية لوجدناها يزايدان بذلك ليس حبا بالوصول الى الممارسات الديمقراطية بل من اجل الزعامة وتسيد الموقف فكانا يتبادلان الدور ويخشى كل منهم الاخر ، كما لايمكننا نسيان الدور الذي يلعبه الدافع الخارجي و التلويح بذلك من قبلهم بين الحين والاخر والعوده الى المربع الاول كلما حدث تقدم بالحوار مع القوى الوطنية السودانية .
وهنا ياتي السؤال المهم هل يتخليا هذان الطرفان عن دورهما وبتركا السودان للسودانيين …الجواب كلا لانهما اساسا كنا يطمحانال قيادة السودان وان طموحاتهم هي المحرك الاساسي وليس مصلحة السودان والسودانيين والدليل هو قبولهما الدعم من الخارج لتنفيذ اجندة واهداف خارجية وليست هذا من جهة ومن جهة اخرى انهم لا تعنيهم الدماء السودانية التي تسيل يوميا في الشوارع السودانية وما يؤكد ذلك هو تبرئة قواتهم من ما حدث سابقا باستهداف المحتجين والمتظاهرين وان ماحدث عارض وليس هدف وفعل واضح من قواتهم تجاه المدنيين العزل السودانيين اما الان فقد تبين هذا الزيف وما حذرت منه قوى الحرية والتغيير يتكشف واضحا امام الراي العام السوداني والدولي بشكل عام ان حل مشكلة السودان يمكن ان تكون باستبعاد هذه الاطراف من قيادة البلاد وتشكيل حكومة وطنية تاخذ بنظر الاعتبار مصلحة البلاد اولادولبس مصلحة اي طرف من هذه الاطراف وان يكون القائد العام للقوات المسلحة مدنيا وليس عسكري وان تجري محاكمة منزاراد السودان انزتصلزالى هذا الحال لياخذ كل صاحب حق حقه وتعويض المتضررون من جراء الأفعال العسكرية واعادة البلاد الى وضعها الطبيعي من اجل البناء والتغيير المنشود