ها هو العالم الفسيح، يظنُّ النهرُ فيه بحراً
يخرجُ الماء عن طريقه إلى الشجر الوارف
باحثاً عن أحد ينصتُ إليه
لا أحد ينادي: هل تجرِّب الوصول قبل النسيان
كمشهد مسرب، يخرجُ مرتجفاً القلق..
هو أيضا يجرِّب ما أراهُ، يَنسى حين كنتُ أنا، هكذا
أرتدي قميصاً من قماش خفيف العناق
قبعةً أتذكر بها ما أحمله من النسيان على صدري.
وأحياناً هكذا، ضائع كشمس تطفو فوق خجل لا يغادر عيون العاشقين
أطفو، على ضفاف كثيرة بخفة ضوء
استخدمني لنِسيان احتراقه.
قلبي
قلبي يتمنّى أن يجفّ، يتسلل إلى اسمه
يسحبني
كما لم أكن مرئياً منقوعاً في النساء
يسحبني خفيفَ الظل، ودِّدْتُ لو كنتُ شجرة
كي لا أصاب بالركض
وهذا الحب همسة أرميها مهبَّ الريح
…
ضوء القمر صيّاد
يقول الليل، الشاعر الباكي
كنّا نخرجُ ونمضي نحو ما نسميه حبًّا
وأي حب من لا يأتي بأغاني النايات إلى شفاهنا.
كأن الماء، بلد
كأن البحر.. مرتعشاً يُضيء الملح المبلل في زورق لغتي
كأن العازفين
لم يحدقوا في نحبينا،
صرنا نخرجُ وبيننا صمت خائف، طريق بارد
لكننا هذا الدمعُ الذي يقطف من داخلنا رماداً لملح مرثية، لهيكل الذكرى، خبراً نعلنُ فيه:
حدقوا للشمس
وللقلق ما يشتهي من الشعراء،
من فرح طفولتهم، من لغة
وما يشتهينا.. رحلَ العازفون من ملح الدموع
ضوء القمر صيّاد
لكننا نسيْنا أحزاننا ودرَّبنَا الكلام على صمتنا
ودرَّبتنّا الشموس على قَلْبِ الاستعارات
كلما طارَدنا القلق المعلق على عمرنا الطويل
هل خُنَّا الضياع..؟