( عجيب أمور غريب قضية) جملة غريبة وعجيبة كنا نسمعها من الراحل الكبير جعفر السعدي ( رحمه الله) في مسلسل ( النسر وعيون المدينة) في ثمانينات القرن الماضي ، أستذكرتها بعد ان صار ( نگري من نگرالموبايل وطلايبه) وكلما نتناول حسنه من حسناته او سيئة من مساوئه نكتشف ان هناك الكثير ليذكر ، فخطورته تصل حد السجن والقتل ولو بحثنا في سجلات المحاكم سنجده قد تصدر القضايا، ووصل الأمر إلى ان تكون هناك مديرية في وزارة الداخلية تعني بمشاكله ، أما حسناته وهي ايضاً مهمة وكثيرة لكنها محصورة لفئات من الناس تمتلك الوعي والثقافة في استغلال إيجابيات هذه الثورة العلمية، من ضمن التطبيقات هذا الجهاز هو إنشاء الكروبات بين الاصدقاء او العوائل مع بعضها
وتطور الأمر إلى المؤسسات الحكومية منها صحفية، وإعلامية ومهنية ورياضية والى آخره ،ولكلِّ كروب هناك مؤسس يسمى ( الآدمن) وهو المسوؤل عن الإضافة والإزالة،وهذا المسوؤل هو الذي يضع الضوابط والشروط للانضمام الى الكروب المعني ، ومن يمتلك منا اكبر عدد من الاصدقاء معناه أكبر عدد من الكروبات معناه أكبر وأكثر عدد من (الطنطنات) بين لحظة واخرى ، وبما ان الطبيعة البشرية تختلف من شخص الى آخر من حيث التواصل وعدم اهمال من يصبح عليك (بجمعة مباركة) او (صباح الخير) او ان تكون مشغولًا وليس لديك الوقت الكافي على التواصل، فتصبح بين أمرين اما ان تخرج من الكروب وهذه مشكلة وسيكون هناك تساؤل ولابد من تبرير، وأما ان ( تغلس) وتتجاهل (الطنطنات) وتقرأ لكن دون رد ، وهنا مشكلة اخرى لان ستظهر للاخرين انك استلمت الرسالة وقرأتها، فيضعك هذا (الموبايل المشاكس) في إحراج ، ولكن أسوء ما في الامر هو الإزالة عندما يقرر ( المسوؤل) وهو لاشك صديق ان يزيلك بمعنى يطردك ، وهنا يكون التساؤل اكبر لاسيما ان هناك صداقة وعشرة (ومصالح مشتركة ) وأذا أنتفت تلك المصالح بينك وبين المسؤول وعندما يكون هذا المسوؤل من حديثي (النعمة)في أستلام (منصب حكومي ) مثلاً هنا أنسحب بهدوء وأخرج من الكروب بمحض أرادتك قبل ان يزيلك وما أكثر طرق الازالة ، ورحم الله أمرءً عرف قدر نفسه .