الكاتب صادق السامرائي

 

القائلون بأن البلاد تابعة لهذه الدولة أو تلك , لا يمتلكون رصيدا كافيا من البراهين والأدلة , فالتابع عليه أن يقلد المتبوع بصدق وإخلاص , أي أن يعمل على شاكلته؟
فهل أن البلاد حقا تابعة لأيٍّ من جيرانها؟
لو أخذنا الجارة الشرقية التي يسود التأكيد على التبعية لها , وقارنا بين الحالتين في أمور محددة لتبين الآتي:
في الرعاية الصحية , جارتنا الشرقية متقدمة وخدماتها تقترب أو تتوافق مع المواصفات العالمية المتعارف عليها , وأن نسبة التلقيح ضد وباء الكورونا وفقا لآخر الإحصاءات العالمية بلغت (64.80%) , وهي تضاهي الدول المتقدمة وتتفوق على بعضها.
بينما نسبة التلقيح في البلاد المتهمة بالتبعية لها أقل من (10%) قبل بضعة أسابيع , وتم إسقاطها من جدول الإحصاءات , ربما لأنها أصبحت آخر دولة في العالم.
وهذا يعني أنها إن كانت تابعة كما يُقال فهي لا تتفاعل مع المتبوع بإخلاص.
الجارة الشرقية تهتم بالتعليم وجامعاتها متطورة وذات تقاليد أكاديمية صارمة , ووسائل التعليم ما قبل الجامعة معاصرة , وذات مؤسسات تبني العزة والكرامة الوطنية , وتعد العقول لبناء مستقبل مقتدر عزيز. وفي البلاد التابعة التعليم بكافة مراحله في أسوأ أحواله ومعطياته.
الجارة الشرقية خطابها وطني خالص , والوطن خط أحمر , والنزاهة صارمة , فالوطن دين ومذهب , والبلاد التابعة , يسود فيها الخطاب الفئوي الطائفي , والوطن غنيمة , والفساد قانون ودستور.
الجارة الشرقية لدولتها هيبتها , ولمؤسساتها دورها الفاعل في الحياة , وتحكم ضمن قوانين ودستور وتشريعات ذات إرادة تنفيذية حازمة.
وفي البلاد التابعة لها كما يُقال , فقدت الدولة هيبتها , وتسيَّدت عليها قوى متعددة وأحزاب وجماعات.
الجارة الشرقية جيشها قوي , والسلاح بيد الدولة , ولا توجد فيها فئات مسلحة تتحدى الدولة والجيش والقانون , كما هو الحال في البلاد التابعة لها.
وهذا يعني , أن البلاد ليست تابعة بالمعنى الصحيح للتبعية , وإنما مستعبَدة ومسلوبة الإرادة , ومصادرة الحقوق والمصير , وإلا لماذا لا تكون مثل جارتها , ذات وطن عزيز وحكومة مهابة , وقدرة على تأمين حقوق المواطنين وأمنهم وسلامتهم؟
فهل سمعتم بصراعات طائفية في بلاد الجارة الشرقية؟
وهل حصلت فيها إنفجارات؟
وهل عمَّ الفساد ؟
وهل إنتشرت فيها فتاوى الفتك بالعباد؟
والأمل أن نتبع ولا نقبع!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *