هل يمكنُ أنْ يكونَ السيد نور زهير مظلوماً!!! وأنّ كل ما أحيط بشخصه وفعلته الكارثية ، انما هي مسرحية من مهرجان السياسة والفساد الذي شهدنا عروضه المنوعة خلالَ العشرين عاماً الماضية ؟
هل يمكن استغفال الذاكرة العراقية واستغلال إرهاقها بأخبار الفزع والصور المظلمة التي ترسم لها وهي تداهَم بأحداث يصعب تفسيرها آخر عرضٍ مثير ٍلها : كشف سرقة – القاء القبض على السارق – الإعلان عن إعادة أموال بالصورة – إطلاق سراح السارق – أخبار عن فرض إقامة جبرية على السارق ومنعه من السفر – الإعلان عن ضلوع أسماء سياسية معروفه شركاء ومتواطئين مع السارق – تفسير رسمي لجدوى اطلاق السراح لانه يتيح للسارق اعادة الاموال !!!- حجز عقارات واموال مسجّلة باسم السارق وزوجته – إطلاق توصيف (سرقة القرن ) على الحادث ، لكي تتصاغرَ سرقاتٌ أكبر منها حدثت في القرن العراقي المبارك -وأخيراً صدور كتابٍ تم تسريبه يقضي برفع الحجز عن أموال وعقارات ( السارق ) وشريكة حياته، وليس آخراً تسريبات عن سفر الرجل ( المتهم ) ؟ أو ( المدان ) ؟ أو ( البريء) ؟ الى خارج البلاد !!!!!
ماذا يعني ذلك ؟
أفترضُ هنا اسئلةً بسيطة الى جانب المعلوماتِ المتضاربة من المستشارين والمصرفيين والخبراء المحترفين الذين يفترض أنْ يصونوا الأمانة بالتصريح المضبوط والايضاح لا بالالتفاف والتوظيف .
ما معنى أنْ يُطلقَ سراح سارق كي يتاحَ له دفع مابحوزته للدولة !؟
مامعنى رفع الحجز عن أموال وعقارات ( السارق) كي يتاح َله تسديدُ ما بذمته !؟
مامعنى ان يتركَ السارق ( حراً) كي نضمنَ استرجاعَ ما سرقه للدولة ! ؟
واخيراً ماهي أخبار ُ الضالعين معه في السرقة ؟ ومن هم ؟ وماهو مصيرهم ؟
ولماذا يشعروننا نحن المغفّلين بأنّ اجراءات التعامل مع حادث بهذا الحجم من الجرم تكون بهذا الحجم من التبسيط واللين واللطف والأمان ؟
اللافت في الأمر ، أنّ ماكنة اعلامية من طراز الاعلام الأسوَد وكيميائه الرخيصة التي تُحوّل الشياطين الى ملائكة وبالعكس ، بدأت هذه الأيام بالشغل، متسلّلةً من فجوات هذه الاسئلة لتسوّقَ أخباراً بكل الألوانِ عن وكالاتٍ رسمية من شركاتٍ محليةٍ وأجنبية مُنِحَتْ للسيد زهير تخوّلهُ تسلّم أموالها المودعة حسب القانون والأصول.
الاخبار استغلّت تصريح رئيس الوزراء بانه مُلزَمٌ بدفع المبالغ التي سُرِقت الى الشركات . لتطرق موضوع الشركات وحقوقها ، واللعب على هذه المعادلة .
كل ذلك وحتى اليوم لم تجد سوى فريقين يتحدثان عن الموضوع .. فريق يهوّلُ من الفعلة بتعميمات لاتفهمُ منها شيئاً. وفريقٌ يبرّر ، يشهق ويزفر ويفسّرُ الامور وفق الوثائق والبنود والقوانين ، ولاتفهم منه شيئا ايضاً.
لكنّ الخبر اليقين حتى الآن
تجده في عيون السيد نور زهير .. المطمئنة الراضية الآمنة المرضيٌة، عيون زهير وانت تركز في نظراتها ، تدلّك على المشهد الختامي لهذه المسرحية .
مشهد ينتهي ببراءة الرجل واقامته دعوى رد اعتبار ، وترشيحه للانتخابات وربما يصبح نائباً أو عضواً في لجنة النزاهة البرلمانية ، وماهذا على فن السياسة العراقية ذات الصدر الرحب ببعيد .
ختاماً أسأل الله العلي القدير الذي لا يُشغِلُهُ سمعٌ عن سمعْ ، ولا تختلطُ عليه الأصوات , ولا تختلفُ عليه اللغات ولاتتشابه عنده المتشابهات، أنْ لاتصْدُقَ هذه التوقعات ، و أن لاتظلّ َعيونُ نور زهير ، هي مصدرنا الأمين الوحيد للأخبار في هذه القضية .