البداهة تقول ان من ارتضى عمل جماعة ، وأصبحت قناعاته تتماهى مع قناعاتهم ، سالكاً سلوكهم ، لاغيا عقله ومفكراً بعقل غيره ، انما اصبح يتحمل مسؤولية ما تقوم به تلك الجماعة سلبا وايجاباً. واي من خضعت رقابهم لفرد يحمل صفة او عنوان ديني كان ام سياسي وبانقياد وتسليم تام ، هو انما وضع نفسه موضع العبد للعبد ” شرك خفي ” لا موضع العبد لخالقه لاسيما ان كان العبد غير حامل لرسالة سماوية !.نشهد اليوم سلوكيات لجماعات ليست بالطارئة ، هي دخلت عنوة بفعل الواقع الذي صاحب وجود حدث سابق طرأ على الامة لم يكن مألوفا من قبل فشكل انعطافه بالغة نتج عنه ازاحة لمفاهيم متعارف عليها ، لتحل أخرى طارئة محلها ، ثم لتصبح قاعدة او بداهة لطباع تسري مسرى العرف وبذا هي لم تعد مرفوضة في المجتمع كفكر وكيان وان جاء الرفض من الاخر المختلف بعض الأحيان ، لكنما صوته يبقى تحت السيطرة لتغالب العرف الطارئ عليه بسطوة الجماعة . السلوكيات تلك وحال اردنا تفكيكها، نجدها تتوسع باتساع ( القناعة ) لدى الفرد الحامل لها ، ” هي اعلى من مراتب التغييب العقلي وأشد من التسطيح الفكري ضمن فضاءات الجهل المركب والشخصية الغارقة بالتضاد ” مع هذا فأصحاب تلك السلوكيات يجدون انفسهم انهم على صواب واما غيرهم فتعلوه لوثة الخطيئة وانعدام الرؤيا . لما زالت القناعة المكتسبة – الطارئة ، مترسخة في عقلية الفرد الحامل لها ، تدور حول ( مفهوم معين ) يكون من الصعوبة بمكان ازاحتها الى ما دون ذلك وان جرى قمعها بحجج وادلة وبراهين ، ربما وذات الفرد لو قدر له حملها لساقها بكد وجهد كبيرين من اجل ترسيخها في عقل الاخر ( البكر – الفرد صاحب العقلية البسيطة دونما علوم ومعارف وتجارب حياتية كبيرة ) . زعيم ديني له قاعدة جماهيرية واسعة ، واخر سياسي تهتف له حناجر الملايين هؤلاء ما كان لهم ان يتوسموا هكذا مكانة لو لا قناعة الافراد بهم كونهم يمثلون طموحاته ويتشارك معهم الرؤى وانه بالسير خلفه انما هم باتوا خارج مضمار ” نار الآخرة – زعيم ديني روحي ” و ” هم برفاه ومستقبل زاهر – زعيم سياسي فذ ” على اننا نجد ان هناك من له صفة الزعيم الديني المخالطة للزعامة السياسية (زعامة هجينة ) والزعامة هذه زعامة معقدة التركيب بذواتها ولها سطوة اشد من بقية الزعامات فهي تحمل صفة القداسة من جهة وصفة القوة من جهة أخرى خصوصا ان امتلكت القوة بسطوة السلاح والمال المكتنز بسطوة المناصب الحكومية. نجد في دولة مثل العراق.

زعامات سياسية

وفي أحيان كثيرة تبرز زعامات سياسية كانت ام دينية روحية او هجينة ، هي وان صاحب قراراتها الفشل غير اننا نرى قواعدها الشعبية بدل ان تنتفض عليهم او توجه لهم النقد التصحيحي البناء نجدهم قد تكتلوا وتموضعوا اكثر حول زعيمهم واصبحوا عدائين اكثر ، رافضين النقد وان كان نقدا تقويما لهم !! . واما أسباب ذلك فمرده الى ما هو مترسخ من قناعة بالغة بزعيمهم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه فهو من وجهة نظرهم اشبه ما يكون اقرب الى المعصوم من الزلل ” ان كذبت الزعامة او صدقت وان خانت العهد ام اوفت به – ان خذلتهم ام لم تخذلهم ، وان دلست ام بينت الحقائق ، وان ساقتهم للحتف ام حمتهم بكنفها ، افقرتهم ام اغنتهم ذلك لا يشكل فارقا لتابعيها فهي تعيش بـحالة من )الزعامة المستقرة(، هذا من جرف ، ومن جرف آخر ليحافظوا على مكانتهم الإجتماعية وعلى ما استحصل القسم منهم من منافع وامتيازات ، وأيضا حتى لا يكون الفرد منهم محط سخرية المخالف من الناس ، وان عليهم ان يخشوا العزلة المجتمعية ومن ثم كان لهم الحفاظ على مكانة زعيمهم (الروحي – السياسي – الهجين) وان كانت قراراته تجري مجرى فلسفة التردد باتخاذ القرار او النكول به بعد اتخاذه او مخادعة شركائه السياسيين او مهادنة ذوي السلطة والتسلط او ليكون هو الشجرة الفيء التي يستظل نظام الحكم تحتها . هناك مقولة تفيد بأن للجنون فنون ، تتقولها الالسن مثالا لوصف حالة او حدث غير منطقي واقع ، وهي عرف راسخ عند قناعات الناس ، فهل سيكون من المنطقي القول ” ان للقناعة جنون !! او يكون منطقيا القول ” ان لا عقل يفنى ولما لا هناك من قناعة”، لتكون متعارف مكتسب طاريء يحل محل المتعارف الراسخ ” القناعة كنز لايفنى ” ولتغدوا بعدها عرف تحمله الطباع بديمومة وتردده الألسن مع انها مخالفة للمنطق الدال عليها ؟؟ .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *