-1-
السرقة جريمة لا يسوغ الدفاع عن مُرتَكِبها الذي انحدر الى القاع وسطا على اموال الاخرين .
ولكن سُرّاق الامس لم يكونوا قد انسلخوا عن المنظومة الاخلاقية كليا ، وكانت فيهم بقية منها .
ومن الشواهد على ذلك :
ان امراةً احست بدخول السُرّاق الى بيتها بُغيَة سرقَتِهِ فنادَتّ ابنها وقالت له:
قم يا بني وساعد أخوالَكَ ، فانصرف السُرّاق ولم ياخذوا مِنْ بيتِها شيئا .
أما لماذا انصرفوا ولم ياخذوا منها شيئا ؟
السبب انّها جعلتهم اخوةً لها حين نادت ابنها :
قم ساعد اخوالَكَ
وقصة القاضي ابي غانم منقولة في بعض كتب الادب ، وخلاصتها :
انه لبس نعليْن جديدين له وذهب الى المسجد، وبعد الصلاة جاء الى نعليه ليلبسهما فوجد مكانهما نعليه القديمين ، فلما ذهب الى بيته قال لغلامه :
ألم ألبس النعلين الجديدين عند خروجي الى المسجد ؟
فأين هما ؟
فقال الغلام :
جاءنا رجلٌ أثناء وجودك في المسجد وطرق الباب وقال :
القاضي أبو غانم بعثني اليكم ويقول لكم :
أرسلوا اليّ النعليْن القديميْن فقد سُرق مني النعلان الجديدان، وضحك القاضي وقال
هذا والله لصٌ شفيق ،
جزاهُ الله عني خيراً ،
وهو في حِلّ مني .
-2-
أما السُرّاق واللصوص اليوم فهم يسطون على اموال الارامل واليتامى والفقراء فضلا عن اموال الموسرين، ويبتكرون الوسائل الشيطانية لنهب الثروة الوطنية والمال العام، وهم لا يزدادون الا جشعا وطمعا وخيانة كلما انتفخت اوداجهم من المال العام، غير مبالين ولا مكترثين بكل الموازين والقوانين .
-3-
لقد تحالف قراصنة الفساد على نهب البلاد والعباد ، ويغطي احدهم الاخر ولا يكشف له سرّاً
وان احسّ بملاحقة جِدِّية غادر العراق وانهزم واختفت اخباره
انّ ما سَرَقَهُ هؤلاءِ المتمرسون بالقرصنة من العراق بلغ مئات المليارات من الدولارات وهي كافية لجعل العراق من ارقى الدول في العالم صناعيا وزراعيا وعمرانيا، فضلا عن تأمين العيش الرغيد لكل مواطنيه.