– الضمير.. أو ما يسمى الوجدان: هو قدرة الإنسان على التمييز فيما إذا كان عمل ما خطأ.. أم صواب.. أم التمييز بين ما هو حق وما هو باطل.

– الضمير.. عرف الإنسان الضمير منذ فجر التاريخ.. وكان المحرّك الأساسي للعديد من الأفعال الإنسانيّة.. التي أدّت إلى تطوّر البشرية وتقدّمها نحو الأفضل.

– الضمير.. يسهم في رقيّ الإنسان.. وتقدّمه.. من خلال توجيه البشريّة نحو: الحق.. والابتعاد عن الباطل.

– الضمير.. قد يختلف عمله من شخص إلى آخر.. بسبب طبيعة الإنسان التي تتأثّر بالبيئة المحيطة.. والنشأة.

– الضمير.. يؤدي إلى الشعور بالندم عندما تتعارض الأشياء.. التي يفعلها الفرد مع قيمه الأخلاقية.

– الضمير.. يؤدي إلى الشعور ب: الاستقامة.. أو النزاهة.. عندما تتفق الأفعال مع القيم الأخلاقية.

– الضمير.. قد يختلف الأمر نتيجة اختلاف البيئة.. أو النشأة.. أو مفهوم الأخلاق لدى كل إنسان.

 

– الضمير.. قد يكون وسادة من حرير.. كما وصفه البعض.. وقد يكون أيضاً.. وسادة من شوك.

– الضمير.. وضعه في مرتبة أعلى من القانون.. ووضع إملاءاته فوق الواجبات.

– الضمير.. غير مرئي.. ولا ملموس.. لكنه سلطة توجه وتحاكم

– الضمير.. احكامه قد تكون في غاية القسوة

– الضمير.. يمكن أن ينعكس ارتياحاً على الجسم والروح

– الضمير.. صوت داخلي.. يخاطب النفس بصمت.. عند التفكير بالإقدام على فعل.. قد يلحق أذية ما بالآخرين

– الضمير.. ليس مسألة فردية.. إذ يمكنه أن يكون محرّكاً قوياً قادراً على أن يدفع ملايين الناس إلى: التوحد في سبيل إحقاق حقٍ ما.

– الضمير.. أخلاق الانسان.. وسلوكه.. وما طبيعته؟ هل هي طبيعة فطرية أم اجتماعية أم دينية.. أم غيرها؟

الضمير نفسياً

– الإنسان ليس هذا الجسم الذي نراه أمامنا متفاعلاً مع نفسه ومتواصلاً مع غيره فحسب

– وليس ذلك العقل الذي يتزين به.. وتُنسب إليه كل كرامات الإنسان.. وقدراته الإبداعية نظراً وممارسة

– وليس الإنسان كائن الغريزة.. التي توجهه وتحكم: سلوكه.. وتدفعه إلى الفعل أو عدم الفعل.. بل: الضمير.

– باعتبار أننا نؤمن بأن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يزعم أنه المالك للحرية إن لم نقل هو الحر بامتياز

– بل الضمير.. قدر الإنسان أنه حر منذ لحظة وجوده.. وحريته تلك هي سبب مصيره وشقائه

– لأن حريته تعني مسؤوليته أمام نفسه وأمام الآخرين

– ولأنه كائن الحرية.. فهو كائن الإرادة المختار.. وصاحب القرار بين أن يفعل ولا يفعل.. أو بين قرار فعل هذا أو فعل ذلك

– ولعل قدرة الإنسان على التداول والتحري والتروي تعني أنه قادر على أخذ القرار المناسب في الفعل وعدم الفعل

– أليست هذه المسؤولية التي يتحملها هي نتاج حرية القرار عنده.. وإرادة الاختيار التي تحكم اتجاهاته؟ فالضمير

– أليست هذه الميزة.. أي كونه كائناً مسؤولاً تجعله كائناً شقياً ضرورةً.. لأنه يحمل خطاياه وأخطاءه معه دوماً.

– لأجل هذا ربما يعيش الإنسان مأساة وجوده.. إنها مأساة إيمانه بحريته وتحمل مسؤولية هذه الحرية.

– مأساة تعبّر عن وجود أمر ما في شخصية الإنسان تنبع منها أحاسيس الرضا وأحاسيس الخوف.

– الرضا عن الاختيار الذي بدأ ناجحاً ولم يحدث ضرراً معلوماً للذات وللآخرين.

– الخوف من تبعة هذا الاختيار.. الذي يبدو قد أوقعه في مشكلات قد تكون بلا حل ونتائجها طالت الجميع.

فيكتور هوغو

– ألا يكون هذا الرضا وهذا الخوف من أهم الدلائل على أن نية الإنسان وحقيقته إنما تعود لا إلى ملكة العقل الحر في التفكير والقرار وإنما تعود في حقيقتها وأبعادها إلى قوة أكبر من فعل العقل واتجاهاته.

– إنها قوة الضمير الذي يحمله الإنسان في أعماقه.

– الضمير جنة الإنسان.. وسجنه. فخطأ العقل في اختيارٍ ما مثلاً قد يجر العقل إلى إصلاح الخطأ وتجاوزه نحو فعل آخر وقرار آخر.

– لكن أن يصلح العقل خطأ قرار ما ويغيِّره بموقف جديد جميل وموفَّق لا يعني أن المسألة قد انتهت

– إنما يعني أن المسألة قد بدأت وقتها.. لأن قوة الضمير ستحمّل نفسها مسؤولية القرار الخطأ حتى وإن أصلحناه وغيرناه

– وهي مسؤولية واقعية وفعلية ستبقى آثارها في النفس وفي الآخرين.. لأن البشر سيلتقطون هذه الأفعال ويمارسونها رغم تراجع العقل عن قراره وإصلاحه لخطئه.

الضمير قبل العقل

الضمير.. هو ما يصنع إنسانية الإنسان

– الضمير.. هو قوة مضمرة حسب الفيلسوف الفرنسي روسو

– الضمير.. قوة خفية.. تنبع أعمق أعمال الإنسان.. وتسكنه وتوجه حياته.

– الضمير.. الصوت الذي يعلو على صوت العقل.. لكونه غزير يعبِّر عن جوهر الإنسان الطبيعي.

– فمهما كان الإنسان عاقلاً ناجحاً.. يبقى صوت الطبيعة الداخلية فيه.. أي ضميره الخفي.. أقوى فاعلية في حياته.

– فالضمير.. عند روسو لا يعير اهتمامه بجبروت العقل وحججه وبراهينه.. بل إن للقلب من الحجج أيضاً ما لا يمكن للعقل أن يراها.

– ويناجي روسو هذا الضمير قائلاً: أيها الضمير.. أيها الضمير.. أيها الدليل الوطيد لموجود جاهل محدود.

– لولا أنت.. ما شعرت بشيء في نفسي يرفعني فوق البهائم.. لولا أنت ما شعرت بغير امتياز كئيب من الضلال بين خطأ وخطأ.

ديكارت

– واضح أن الضمير الإنساني عند روسو يجسّم ماهية الإنسان وجوهره، وليس العقل الذي يجعلنا عرضة للخطأ.

– فقد افترض روسو في فلسفته الخير والشر.. ولا يتغيَّر قوله في الأمر هذا ولا يتأثر بتبدل المواقف والأوضاع.

– الضمير.. لا يخضع لقهر الظروف والضرورات والأحوال.. ولا يُستتبع لأيّ قوة أياً كان شكلها أو مصدرها أو حجمها.

– لأن الضمير.. باختصار: “حكم صوت الطبيعة.. ولأن الطبيعة لا تكذب مطلقاً.. وكل ما يأتي من الطبيعة يكون صادقاً”.

– ومن هذا المنطلق يكون الإنسان هو الضمير.

– ونتيجة هذا، فإن على الإنسان مسؤولية جسيمة، تجتمع فيها طبيعته وأفعاله.

– فالضمير.. هو المعيار الحقيقي لإنسانية الإنسان.. أي فعله الذي لا يقوم به أحد سواه. وبما أن الإنسان خيّر بطبعه.

– فالضمير.. لا يكذب أبداً.. ولا يتغيّر أيضاً.

– لهذا السبب يمنحه كلّ المصداقية التي تعصمه عن كلّ شك أو خطأ.

– وبما أن الأمر بهذه الصورة، فهو مبعث طمأنينة وثقة.

– إن كلّ ما أحسّه خيراً فهو خير.. وكلّ ما أحسّه شرَّاً فهو شرّ.

– الضمير.. هو خير الفقهاء.

– الضمير.. صوت الطبيعة الخيِّرة.. هو ما يعصمنا من الخطأ ويحمي حرية تصرفنا ومعاملاتنا.

الضمير الأخلاقي

– أسس كانط فلسفته في الأخلاق والضمير على ثلاثة أسس كبرى هي: وجود الخالق.. وخلود الروح.. والحرية.

– الضمير.. مؤسِّس للواجب الأخلاقي من دونها.

– فالضمير.. يدفع الإنسان أخلاقياً.. وهو ما يسمى بالقانون الأخلاقي الذي يسكن الضمير فعلاً.

– الضمير.. نتاج العقل العملي الذي شرّعه.. وهذا القانون ليس فطرياً في

شروط الواجب الأخلاقي التي تصنع الضمير حسب كانط؟

أولاً:

– الضمير.. لا يختلف من شخص لآخر أو من مجتمع لآخر أو من زمان لآخر.

– فالضمير.. عند الإنسان فرداً وجماعة في كل مكان وزمان.

– وضمائر الناس.. لا يمكن ان تكون متغيرة أو مختلفة لأن أصلها واحد وهو العقل العملي الموجود في كل إنسان عاقل حر.

– الضمير الذي أرجعه روسو إلى العاطفة الفطرية في الإنسان.

– أرجعه كانط إلى أفعال العقل العملي ومبادئه.

– الضمير في الحالتين يبقى القوة الموجهة للسلوك الإنساني سـواء اعتبرناه فعلاً عاطفياً فطرياً أو اعتبرناه فعلاً عقلياً مريداً وحراً.

عالِم الاجتماع الفرنسي دوركايم

ويرى دوركايم أن هذا

– الضمير..الصوت العميق فينا هو ضميرنا.

صوت المجتمع في داخلنا

– ضميرنا هذا ليس من مصدر غريب عنا، إنه فقط صوت المجتمع فينا. إذ إن المجتمع هو الذي وضع فينا عند تربيتنا تربية أخلاقية هذه المشاعر التي تملي علينا سلوكنا إملاءً

ابن خلدون

– الضمير.. ليس ابن الطبع والمزاج فقط. ولا شك أن المدنية في الإنسان طبيعية وأنه لا يحسن العيش في عزلة.

– أي الضمير إذاً ليس نتاج العقل العملي كما تصور كانط ولا نتاج .

– فعل العاطفة كما تصور روسو.

– إنه وليد المجتمع الذي يفرض علينا قواعده ويضبط الحدود لطبيعتنا. إن الضمير بهذا المعنى اجتماعي ضرورة.

– الضمير.. قوة تمارس فعل الكبت.. وتصنع الثقافة والحضارة.

فرويد

– الضمير في كياننا. إن الإنسان في علم النفس التحليلي يحمل في كيانه منظمة نفسية مركَّبة من ثلاث قوى كبرى، هي: الهو والأنا والانا الأعلى.

– أما الهو فهو صوت الدوافع الغريزية في الإنسان.

– وهي القوة النفسية الأولى التي تولد مع الإنسان وتصاحبه طيلة حياته.. وهي القوة الدافعة للفعل والضامنة للبقاء.

– إلا أن الطفل بعدما يولد يبقى خاضعاً لسلطة الهو أي قوى الغرائز.

– ويبدأ الدخول في علاقة خارجية مع الأبوين، وخاصة الأم أولاً من خلال الرضاعة وإشباع الغريزة الضامنة للبقاء والحياة.

– ومن خلال هذه العلاقة الخارجية يكتسب تدريجاً قوة نفسية عميقة يسميها فرويد بقوة الأنا أو منظمة الأنا.

– فهل النقد الذاتي.. ومحاسبة النفس.. خطوة أساسية لنجاح الشخصية ؟؟؟

اختفاء الضمير.. وطرق إعادة نبض الضمير ؟

1. إجراء الإنعاش القلبي الرئوي: يستخدم لهذه الغاية تقنيات مثل الضغط المباشر على الصدر وإدارة التنفس الاصطناعي.

2. استخدام الإنسولين: قد يكون هذا الخيار مفيدًا في حالات تدفق الدم بشكل غير كافي في المخ، مما يؤدي إلى اضطراب ضربات القلب.

3. استخدام الأدوية: يمكن استخدام الأدوية مثل أدوية إعادة التوازن الكهربائي ومثبطات بيتا.

4. التدخل الجراحي: في بعض الحالات الشديدة التي لا يمكن علاجها بالوسائل الأخرى، قد يحتاج المريض إلى تدخل جراحي لإعادة نبض الضمير.

معظم هذه الطرق تتطلب الوصول السريع للمريض إلى مركز الرعاية الطبية، والتدخل الطبي الفعال والسريع.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *