لا يوجد اجمل من ان تحصد ثمار زرعك من كل هذه السنوات التي غرستها باولادك وهم يُقبلون عليك فرحين بنتائج امتحاناتهم النهائية، بلى، لا توجد فرحة تضاهي هذا الاحساس العظيم بالنصر عند جني الثمار.تمر علينا هذه الايام فترات ننتظرها كل سنة دراسية لنقطف مازرعناه من تفوق وتعب خلال تلك المسيرةوالايام التي قد يراها البعض متعبة، لكنها مليئة بالحماس وانتظار النجاح والتفوق؛ لتتباهى كل ام واب بفلذة اكبادهم واوردة شرايينهم، ويطمئنوا بان ابنتهم او ابنهم قد صعدوا سلما من سلالم النجاح.ان المستقبل والقادم هو اكثر مايشغل فكر الابوين، والحرص على ضمان السلاح الذي لا ينتهي مفعوله مهما مرت السنين هو الشغل الشاغل لمن يربى براعمه؛ -كيف لا- وهي شهادة، وقيمة ترفع من ابنهما منزلة في المجتمع!.
ولكن قد يعبر الابوين عن خوفهما وارتباكهما من فترة الامتحانات باساليب وطرائق عديدة، وقد تكون ناجحة احيانا، ومميتة في احيان اخرى؛ وهذا ما دفعني الى كتابة هذا المقال. لاسيما بعد ان اصبح الوضع مخيفا جدا؛ وذلك حينما امتدت اثاره الى صحة الفرد النفسية ومالها من تاثيرات مستقبلية على تركيبة الابناء.وسأستعرض بايجاز اهم الممارسات غير التربوية التي يسلكها الابوان والتي من شأنها تدمير نفسية الطالب وبالتالي فشله المتوقع في الامتحان او لربما يصل به الامر الى الانتحار فيما لو لم يحصل على النتيجة المترجاة منه، ومن ابرزها: نهر الابن، وترهيبه، واشعاره بانه سيحصل على شتى انواع العقوبات والحرمان في حال لم ينجح في الاختبار. فضلا عن اهاناته، ومقارنته باقاربه ومعدلاتهم، ومستوى نجاحهم وحصولهم على الدرجات.
ان هذه الامور وغيرها كفيلة وبشدة ان تحطم كل ذرة ثقة موجودة عند الابناء؛ مما سيولد شعور بالغضب وانعدام الثقة بالنفس، وعدم استحقاق الحياة وبالنتيجة الوصول الى نهاية لا يحمد عقباها.
لذلك يجب ان يعمد الوالدان اللذان يمتلكان قدرا من الوعي والثقافة الى تهيأة الجو المناسب للدراسة، مع تنظيم مميز للوقت، وكلمات ايجابية ترغيبية تدعم الابنة او الابن -الطلبة- وتشعرهما بانهما ليسا ماكنة للدراسة والتعلّم وتلقي المعارف فحسب، بل نماذج صالحة يرتجى لها الخير والصلاح في المستقبل، بالاضافة الى ان اي احد منهم هو محبوب ومقبول من قبل العائلة، حتى وان لم يحظَ بالدرجات المتوقعة والتفوق العال؛ اذ ما فائدة المعدل والنجاح امام فرد محطم، ومهزوز، ومريض عقليا، ومعاق نفسيا؟!؛ وهذا يستدعي ان يضع الوالدان صحة ابنهما النفسية، وثقته بنفسه امام (جميع) اختبارات الحياة، وبهذا ستتوالى النجاحات، وسيحصد الجميع مازرع، وتثمر النفس الطلابية.