كان المرحوم الفنان محمد عبد الوهاب متطرفاً في حبه لكوكب الشرق أم كلثوم شخصيةً وحنجرةً وغناء وظل ينفي عنها الوصف القائل أنها ظاهرة زمانها لأنه يعتقد أن لهذا المعنى زمان ومكان محددين وأما هي فقد ماتت وأما صوتها فهو خالد ،ربما أجد وغيري من الناس أن شخصية السيد حسين سعدون مثيرة للأهتمام ، وأقسمُ (أمانة الله ورسوله) ليس بيني وبينه علاقة سوى أني مهتم بما يعرضه على المنصات ووسائل النشر المختلفة ويخصني شرفاً إن كان للعلاقة نصيب يوماً ما ، الأخ سعدون لايمثل ظاهرة طارئة على مجتمعنا لوصحت المقارنة مع مبدعين كانت لهم بصمات في مختلف صنوف المعرفة ، ومن حسنات هذا الرجل أنه لم يخص ذاته بالمدح والتباهي بل العكس ترفعه عن مفردات الفخر مدلاً على نفسه أنه (صاحب بسطية) في شارع المتنبي ، ليس سراً نحن في وضع معرفي خائب ولابد حينذاك أن نستعين بصناع رأي من أمثاله مقصدهم العلم والمعرفة إذ المؤسف جداً أن يأتي العراق في المرتبة 131 (ماقبل الأخيرة ) في مؤشر الأبتكار العلمي بناءً على مانشرته المنظمة العالمية للملكية الفردية التابعة للأمم المتحدة مبينة أنه أحتل المرتبة الأخيرة عربياً بعد كل من موريتانيا واليمن ولربما يليق بهذا الخبر أن نقول (عفية) ولكن من يستحقها لاأدري؟ أعجبتني حكمة ( أن المعرفة ليست ضمانة للسلوك الجيد لكن الجهل ضمانة فعلية للسلوك الرديء) ،أن المعرفة في أساسها غيب نسبي ومطلق ولايعلم مفاتح الغيب إلا الله (وعنده مفاتح الغيب لايعلمها إلاهو) ولابد لبعض من هذا الغيب أن يتلقص بمرور الزمان فمنذ 100 عام مثلاً كانت بعض الظواهر من الغيبيات فأصبحت من المعارف وكلما أزداد الأنسان معرفةً أقترب من الله العليم (ولايحيطون بشيء من علمه إلا بماشاء) ، ليس سراً أن الجهل في الأشياء هو مايدفع الأنسان للتعلم والبحث عن أجابات وربما ما يعضد قولي أن وكالة الأمن القومي الأمريكية قد تمكنت في عام 2013 من جمع وتحليل معلومات مهمة أذ وثقت مايقارب 60 ستون مليار مكالمة هاتفية مصدرها بعض من دول الشرق الأوسط هذا بخلاف التجسس على الكومبيوترات والأيميلات وكافة أشكال الأتصالات الأخرى وتأسيساً على ذلك نستطيع القول أن المعرفة هي (ست البيت) لنظرية الغاية تبرر الوسيلة .