في مرحلة الثمانينيات وعوائل التسعينيات اصبح (حكم العشائر) اقوى من المحاكم الرسمية ويجعل حكم العشيرة ادارة ومحكمة قائمة بحالها حتى ان السلطة (الدولة ) الحكومة كانت ضعيفة غير قادرة على حماية ارواح الناس واموالهم فاضطر الناس حتى من اللذين لايؤمنون بالعشائرية والقبلية الى تبني القيم العشائرية لكي يحافظوا على ارواحهم واموالهم لذلك انتشرت في التسعينيات من القرن العشرين القيم العشائرية والقبلية وعادات الجاهلية والتخلف كالثائر والدخالة والنهوة وحق العشيرة والتفاخر بالنهب والسلب والقتل بحجة غسل العار من طبيعة القيموالاعراف والعادات العشائرية والقبلية انها تسود بين العشائر بشكل سريع واصبح الحكم السائد بينها هو ما يسمى بحكم (السواني ) الذي ابتلى به المجتمع العراقي من خلال المؤثرات والاجتماعات التي تعقدها بذاتها او بامر من السلطة الحكومية حتى ان الدولة مع الاسف الشديد شجعت هذه (السواني) لا من اجل حماية ارواح واموال المواطنين وانما من اجل الحصول على ولاء هذه العشيرة او الحزب او الحركة ، ويرى البعض انها ظاهرة عامة تحدث في جميع المجتمعات التي تمر في مرحلة التغير ولكني ارى ليس من الممكن ان تسود الاحكام العشائرية على القوانين الوضعية لان هذه الحالة تودي الى تعدد الاحكام القبلية وزيادتها بحيث يكون لكل عشيرة او قبيلة اكثر من قانون او حاكم ويصبح لقرار تلك القبيلة قدرة اعلى من قدرة الدولة ولابد هنا من وعي الدولة لزعامتها وقيادتها هذه الامة التي اتسعت وتعددت بها الزعامات القبلية اكثر من الزعامات الحكومية وذالك من خلال توحيد الاعراف والعادات والقيم الايجابية بمشروع قانون موحد يستند الدرجة الاساس على نظرية الدولة وقيدتها لموسسات المجتمع المدني الرسمية وشبه الرسمية والا سوف تظهر زعامات بتاثير ظروف الدهر ونوازل الايام كزعامة مصطفى اتتورك في الامة التركية وزعامة هتلر بالامة الالمانية . واني افظل زعامة الكفر مع العدل على زعامة الايمان مع الجور وليكن شعارنا في قيادة الامة (الكافر العادل خير من المؤكن الجائر) وهذه دعوة ليس اساسها الدين فقط بل انها نهضة كبرى وموجة دينية واجتماعية وسياسية وثقافية واقتصادية يقوم بها القادة من زعماء الامة لتكون لهم السيادة فيها على غيرهم من الزعامات الهامشية بعد ان تكون الفائدة عامة وشاملة لكافة الناس مهما كانت عشيرة زيد اوقبيلة عمرو اهذا الحزب او تلك الحركة .
الانتماء لتوحيد المذاهب
تعلمت وامنت بوحدة (المذاهب الاسلامية) لاني شعرت بوجودها بعد احتلال العراق وغزوه بحيث ادى الاختلاف بين هذه المذاهب الى مجازر بشرية لايمكن ان يتصورها الانسان واصبح من الواجب على كل مثقف في جميع المذاهب الاسلامية العمل على استئصال الاختلاف بين تلك المذاهب من خلال ازالة الاختلافات القائمة بينها والتقريب في الاختلافات السياسية والتاريخية والنظرة الموحدة الى حوادث التاريخ والاصول والفروع والتقارب في التفكير والنظرة والتصورات العلمية والتاريخية والاجتماعية والعمل على الانتماء لتوحيد المذاهب بدلا من الانتماء الطائفي واني ارى اغلب المثقفين في كل المذاهب الاسلامية يميلون ان يكونوا مسلمين قبل ان يكونوا لهذا المذهب او ذاك وان يصيروا انتمائهم فكريا وعاطفيا بالامة الاسلامية اكثر من انتمائهم الى المباين والاصول الخاصة بالطائفة ان هذا الاتجاه يوحد الميول الاجتماعية والعاطفية والوطنية والقومية والطبقية والايدلوجية ويوحد القضايا المشتركة لان الاسلام حقيقة واحدة يفهمها كل انسان وفق تصوراته التي تؤدي الى وحدة المسلمين او اختلافهم