النقد أساس تطور كل العلوم نتذكر النقد الادبي في درس اللغة العربية والذي يتناول فيه النقاد كثيرا من المواضيع التي لها علاقة بالأدب واللغة وغيرها لتقويم أعمال الشعراء والكتاب والادباء والباحثين ولكننا نتجاهل تطور العلوم الأخرى بواسطة النقد للطريقة أو النتائج أو المنهجية أو المصادر أو غيرها فأساس التطور في كل العلوم هو التفكير النقدي والمراجعة النقدية لما نسمع ونقرأ ونشاهد لنحلل ونقيم ونركب ونصدر القرار بالتعضيد أو النقد، إذ لا تطور في أي علم دون تشخيص الهنات والهفوات والطرائق المكلفة أو البطيئة أو غير الجيدة لتجاوزها وتعديلها لإزالة الهدر وزيادة السرعة وتقليل التكلفة وتحسين الجودة، لذلك من أهم واجبات الباحث والأكاديمي والمهني المتخصص هو المراقبة والتشخيص وابداء الرأي الواضح والصريح عن مختلف القضايا في التخصص، ولكن بعض المتنفذين والفاسدين يحاولون التجاوز على هذه الحرية وتقديم شكاوى ضد أصحاب الرأي الصائب والعلمي وهذا يسهم في التخلف والتدهور وضياع الحقيقة، والكارثة أن يكون هذا المتنفذ رئيس جامعة أو عميد أو رئيس قسم لأنه يوظف بيت العلم والرأي لخنق الحريات وتكميم الأفواه لمصلحة الفساد والفاسدين.
لذلك يجب حماية أصحاب الرأي الحصيف والعلمي والتحقق من وجود المخالفة المهنية أو المؤسسية أو الإدارية سواءً في القطاع الخاص أو العام قبل مسائلة صاحب الرأي النزيه والمسؤول وعلى السلطات (التنفيذية والتشريعية والقضائية) التحقق والتأكد من علمية ومهنية ونزاهة الرأي أو المقترح أو النقد قبل استدعاء صاحبه ومسائلته أو إدانته لأن هذا الاجراء يسهم في تكميم الأفواه وتعطيل العلم وفرص التقدم ويسهم في نشر الفساد والخديعة والزيف والوهم.