فلاح الكلابي
التناقضات تُساعد على إزاحة الستار عن قضايا عالقة في الأدب. مثل النقد، دون تناقضات القراء، لن تعرف كيف تستخدمه في وقت طغى فيه مفهوم المجاملة. مع التناقض تصل إلى حدّ يصبح النقد مكشوفاً ورغم ذلك يحاول البعض تغطيته حتى يعود غير مفهوم، وهذا خطأ، النقد واضح، وهنا يحتاج لتجديد فقط. كل الذين يكرهون النقد، في عملهم تُوجَد هفوات، يخافون أن يصلها، هم ينظرون له قنبلة موقوتة. لذلك يجب التخلي عن كل اعتبار ومحولة الصف مع النقد كما اختار دستويفسكي المسيح على الحقيقة ونحن، أمام خيارين أما الحقيقة أو العلاقات الاجتماعية لذلك نصف مع الأولى، فلا أحد يخسر في خسارة إنسان، الخسارة هي خسارة المبدأ ومحاولة الاستماع لِمُنَظِّر لا وجود لما قاله، في أعماله. فأنا حين أقرأ عمل لشاب وأجده على غير دراية بشخوصه وبناءها، يجب أن أسكت لأني لو تكلمت، في رأي السذج، سيترك الأدب ويكف عن الكتابة، وهو قد كتب سيرته الذاتية، فقط، مع تغيير اسم الشخصية الرئيسة، هذا ما يفعله أغلب الشباب. وهم يكفرون في الأدب حينما يصنعون شخصية خجولة وبعد صفحة تتحول جريئة، كيف هذا؟ لا أحد يعلم نحن نعيش في عالم السرعة وهم يواكبون العصر. ولكن هذا يدل على عدم فهم، فأنت حين تكتب سيرتك الذاتية وتغير الأسماء فقط، فهنا لم تصنع رواية ولم تكتب حدث، ما فعلته يُسمى (شيل الفحم بالمنكاش) ما الغريب في تصدير سيرة ذاتية كرواية، والإصرار على الفهم في أمور الرواية، وفي أعمالهم تجدهم ….، ولا يطبقون ما قالوه، وهذا ما وجدته عند الكبار في الأدب، ينظرون ويقولون كلام كبير، في الأعمال كانوا فقراء جداً ولا يملكون في الأحداث والشخوص والفكرة ما تفوهوا به. نحن نعاني، من الفلسفة في النقاشات ثم حين نأتي لنكتب نتوهم أننا طلاب نكتب إنشاء وهذا هو الصحيح وليس وهم، الوهم الذي دفعنا وجعلنا نتحدث عن الرواية وأيّ شيء بثقة كبيرة. والنقد نفسي ورومانسي وجمالي وواقعي، هناك من يعرف أن النقد يجب يكون بناء وأقل حدة في لهجته، ولأنه يعرف ذلك فهو يطالب بما يعرفه ليكون واقعاً، وكأن الحياة تمشي كيفما يشاء للأسف، الذين يحاربون النقد اليوم، حين أقرأ ما كتبوا أجد هفوات ما يسدها “حذاء شريك” وهنا محقين، النقد لن يرحم المخطئ، جرير لم يرحم الفرزدق وأيضاً كان نقد، لكنه بصورته الحقيقية القاسية، فقلد على ثيابه وهجاء هجاءً لاذع، حين نقرأ لهم نضحك، وحين نقرأ نقد اليوم نبتئس ونحاول صنع مدينة فاضلة أخرى بسببه، هذه قمة الازدواجية لا علاج لها، في النهاية النقد واضح، طريقه مرسوم منذ مئات الأعوام وما تقوله أنت ولا يعجبك طريقه هذا، هراء.