أخبرتنا قصص وحكايا الجدات بان الأنسان يتعلم من التجارب القاسية وإن المواقف الصعبة تصنع رجالاً أكثر صلابةً وقوةً من أولئك الذين ينشؤون في بيئة وظروف مترفة !
ولست أشك أصدقائي بأنكم قد سمعتم نفس القصص بذات أسماء أبطال الحكايا مثل الشاطر حسن والسندباد وعنترة والفارس الفقير الذي يعشق الأميرة وعشتم حال الجندي الذي يعتمر البيرية ويتحزم بنطاق الجيش كي يبدو بطلاً وهو يستر خوفه عميقا في الصدر في لحظة وداع عند عتبة البيت حين ينحني ليقبل القرآن وينصت لهمس أمه المصحوب بدمعات العين وهي تردد : إنا فتحنا لك فتحاً مبينا !
فنحن جيل نشترك ونتشابه في تفاصيل كثيرة ، ذلك إنّا عشنا مراحل وتفاصيل قاسية كثيرة ،
ألبستني السنين ثوبا من الصلابة لايلين ولم تترك في القلب فسحة دون بصمة .
صباحاً حين تطالع عيني ضؤ الشمس وهو يغسل أوراد الرازقي والياسمين ليعلن ولادة يوم جديد يراودني خاطر عَذِبٌ يكاد يُغرقني في موجة دافئة من دمعات العين التي لم أكن أعرفها في لحظات خوفي المستتر الذي عشته سنيناً طويلة ..
أتراها أكذوبة !
تلك القصص التي رافقتنا دهراً وهي تحدثنا بأن الظروف والمواقف الصعبة تخلق رجالا أكثر صلابة وشدة أم إن ثوب الصلابة صار رثاً ولم يعد يستِر ضَعفنا الجميل!