لم يخطر ببالي
أن الموتى يفتحون كل فجرٍ نوافذ قبورهم
ليروا البحر
مطمئنين على الشمس والثقب الذي ألفته عيونهم المنتحرة
والغيمات، أكثر وضوحا من البحر.
في لحظة منفلتة رأوا أقدامهم تتكوّمُ فوق الحياة
حياة بأسراب الطيور المهاجرة دوماً والأحزان
لكن ليس للموت وجه
يفكّكُ نسيانهم من شقوق الجنائز
ولا هذا الصمت الغريب القاطن في أسمائهم
النابت في تابوت الكلمات
هنا يرقدون جماعةً ويطلون على البحر بعيون مليئة بالغبار، بما لا يُرْجَى ..
يتجسسون على ضحكاتنا
كلماتنا
خساراتنا، والغيمات القليلة التي أرهقتنا بوليمة ماء
بحقل فرح تداخلت أغصانه في استراحة قصيرة
كي نحبَّ أحزاننا الصغرى
بما يكفي، لننتصر
كما لو كنا نربّي أحلامنا على الخيبات
على الشوارع المنسية
على المدن البائسة
على ضحكات تهرع نحونا لتستريح ونغتابُ البقية
على الأماكن المفتوحة
والنوافذ العائمة في المرايا
وما ينقص الموتى من شتائم
..
أليس لنا الحق في الموت لنرى البحر متموجاً