حركات وطوائف عدمية سوداوية من أديان مختلفة وبعيدة عن بعضها البعض ، يجمعها قاسم مشترك هو فكرة نهاية العالم، وظهور المخلص وكلٌ يعمل على شاكلته وطريقته .
واخطر ما في هذه الحركات انتقالها من التنظير السلمي الى العنف والتشدد الديني في فرض افكارها .
اصحاب القضية والحقيقة السامة ، وطائفة يوم القيامة و الأله القدير
أربع حركات مختلفة ، والفكرة واحدة ومشتركة
اصحاب القضية مسلمة شيعية
الحقيقة السامية بوذية هندوسية
يوم القيامة مسيحية
الإله القدير مسيحية كونفوشيوسية
اصحاب القضية:
مجموعة عراقية ينتمون للتيار الصدري كما يدعون ، يعتقدون بأن مقتدى الصدر هو المهدي المنتظر و قد واجه نظيرتها والده الشهيد محمد الصدر في ايامه ، يعرفون بـ “السلوكيِّن ” ينتظرون نهاية العالم ، يعتقدون ان عليهم ان يفعلوا كلما يعجِّل بالوصول الى هذه النهاية، وهم مسلمون شيعة ،
لا يتورعون عن اعمال المنكر والقتل ، ويعتبرون ذلك نوع من انواع تفشي الظلم والجور في العالم و أحد اهم اسباب الوصل الى النهاية . ارائهم تستند الى مقولة في التراث الاسلامي منسوبة للنبي الاكرم تتحدث عن ظهور الامام المهدي تقول : « لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله …….. حتى يبعث …. يملأ الارض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجورا» سنن ابي داوود كتاب المهدي (حديث رقم: 4282 )
و مثل هذه المجموعات ليست جديدة بل سبقتها الكثير على شاكلتها، كـ الحجتية و الشيخية والبابية واصحاب السفارة وغيرهم .
اصحاب الحقيقة السامية
مجموعة يابانية بوذية تأسست سنة 1987, مزجت بين الهندوسية والبوذية ، أسسها رجل ياباني أعمى اسمه أوم شينريكو «أعدم عام 2004» ،أغلب اتباع هذه الجماعة من طلبة الجامعات الراقية، تؤمن جماعة الحقيقة السامية بان نهاية العالم قريبة وعليهم ان يقوموا بدورهم في الوصل الى النهاية ، كما يؤمنون ان كل من لا يؤمن بأفكارهم فهو كافر وسيذهب الى النار، ولتخليص الناس من النار والعذاب ورأفة ً بهم يجب ان يقتلوا على يد أعضاء مجموعتهم .
فقد قامت هذه الجماعة باعمال قتل جماعي إثر هجوم بغاز الأعصاب على مترو طوكيو عام 1995، اسفرت عن مقتل 13 شخص وإصابة 5800 اخرين ، كما اقدمت هذه الجماعة باستخدام غاز السارين لقتل الناس في الشوارع وفي دول غير اليابان كـ روسيا ومدن متعددة في اليابان ، معتبرين هذه الافعال تطهيرا للارواح الملعونة ، و تخليصاً لليابان من السطوة الامريكية التي ستجعله مكباً للنفايات النووية ، ويبدون ان هذه المجموعة متأثرة الى حدٍ ما بضربات امريكا النووية لهيروشيما وناكازاكي، وما خلفته من احباط ونكوص في الشخصية اليابانية.
طائفة يوم القيامة:
مجموعة مسيحية من كينيا يؤمنون بأن الطريق للقاء السيد المسيح هو الموت جوعاً في الغابات والادغال ، وقد عثر مؤخراً هلى تسعين جثة في احدى الغابات كانوا من اتباع هذه الطائفة . بينهم اطفال ونساء ، اسس هذه الجماعة رجل دين يزعم كنيسة ” گود نيوز انترناشيونال” القس بول نثينجي ماكنزي.
هذا الرجل له اسلوب خطابي مؤثر اذ يستسلم سامعوه له ، يلقي خطبه في الساحات العامة ، يرفع شعار «نحن على وشك الفوز بالمعركة »
يتصور اطفال هذه المجموعة من الجوع وهو يقول لهم دعوهم يموتون من الجوع لتطهير الارواح .
يعتبر التعليم من اشد اعداء هذه المجموعة ، ويعتبر زعيمهم ان الكتاب والمثقفين هم اعداء الفقراء ، يبيعون لهم الوهم .
تصب اكثر خطب القس ماكنزي على تحقيق نبوءات الكتاب المقدس حول يوم القيامة.
اما اتباعه فهم شغوفين باخبار نهاية العالم، كنيسته مليئة حول نهاية العالم الوشيكة، والموت، والمخاطر المفترضة للعلم.
تدعو هذه المجوعة اتباعها لقتل انفسهم كوسيلة للخلاص، وتوعدهم بلقاء المخلص ، و تقول لهم ان هذه الدنيا فانية وعليهم الاستعداد للاخرة ، وهذا الجسد الذي يلبسونه هو مجرد قيمة مادية تافهة ، والروح هي الجوهر وهي التي تلتقي بالمخلص وعليهم ان يكونوا انقياء الارواح.
وان النهاية هي يوم القيامة ومادام الانسان يريد الوصول لها فعليه ان يتخلص من الدنيا ويذهب الى النهاية مسرعاً .
بلا شك ان هذه الافكار تأتي جراء الاحباط النفسي الشديد و الانكسار ، وهو يعبر عن هزيمة داخلية.
الإله القدير :
مجموعة دينية صينية يطلق عليها اسم ” البرق الشرقي ” تؤمن ان العالم في ايامه الاخيرة وان علامات الظهور قد تحققت وان عودة المسيح حدثت وتجلت بـ ” الإله القدير ” وتورد هذه المجوعة نصوص مقدسة لتثبت بان عودة المسيح حقيقية ” تُوبُوا لِأَنَّهُ قَدِ ٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ ٱلسَّمَاوَاتِ” (مت 4: 17)؛
وربما تأثرت هذه المجموعة بتعاليم الـ ” رن” الكونفوشيوسية التي تدعو الي تنقية النفس وتزكيتها وطيبة القلب ويطلق عليها الفضيلة السامية.
وتدعو هذه المجوعة اعضاؤها الى الاستعداد للمعركة الحاسمة للقضاء على الحزب الشيوعي الحاكم في الصين ، باعتبارهم كفره ويجب التخلص منهم .
وهي ترسل تحذيرات بشأن يوم القيامة ونهاية العالم الذي تتنبأ به قبائل المايا في المكسيك و امريكا .
وقبائل المايا هم سكان جبل المايا “5100 قدم ” الذي ظهرت منه خرافة نهاية العالم
يعتقد المؤمنون بنهاية العالم، أن هذا الجبل يطلق طاقة خاصة يمكنها حمايتهم من نهاية العالم.
إن التنبؤ بنهاية العالم أمر مرتبط بالحقيقة بتقويم قديم عثر عليه في غواتيمالا يعود إلى ما قبل 5.125 سنة لشعب المايا، الذي كان يعيش على الأرض الممتدة من جنوب مكسيكو والى أواسط أميركا، قبل عدة قرون، وذلك التقويم يقول إن نهاية العالم ستكون في الـ21/12/2020، أي يوم الجمعة.
وقد مر هذا التاريخ ولم تحدث النهاية وسيمر بعده العديد من التواريخ الخرافية لنهاية العالم .
وسبق وان حددوا سنة 2012 ومرت هي الاخرى، وسيبقى المهووسون بهذه الخرافة يحددون التواريخ ، نتيجة الاحباط والانكسار واليأس .
يقول الله في القرآن الكريم « ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون » 87 يوسف
يبدو ان فكرة نهاية العالم وظهور المخلص هي فكرة كل الاديان والمعتقدات، وهي تداعب روح المحبطين والمهزومين ، فكرة غيبية ، والبشر تواقون لمعرفة الغيب واسراره ، كالاناء المغطى يحاول بعضنا ان يرفع الغطاء ليكتشف ما تحته ، وكلما زاد التشويق لمعرفة ما تحت الغطاء زاد الاندفاع لاكتشاف الحقيقة .
سيناريو نهاية العالم فكرة استغلها الكثير من رجال الدين الذين يعتقدون انهم يمتلكون الحقيقة دون سواهم ، وان الله قد جعل لذلك علامات وشواهد لاقتراب الساعة ، بينما يقول القرآن بشكل واضح « يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل انما علمها عند ربي لا يجلِّيها لوقتها إلا هو ……»