في عالم يتدحرج على سطح حاد كسطح ذلك الجبل الذي كنت أمشي عليه بمساعدة خبير التسلق وزوجته وصديقتها، وكأني أوازي الجبل وأصاحبه في المشي، كان في تزايد .. ذكور يركزون في حياتهم على تلك الغريزة التي يتشاركون بها مع الحيوانات مبتعدين عن الأخلاقيات والإنسانية متناسين ماهيتهم الآدمية متدنين إلي وحل يزيدهم قباحة وسماجة، خاصة عندما يرون إحدى الأرامل أو المطلقات ناهيك عمّن وصلت إلى الأربعين بلا زواج، فبمجرد معرفتهم أنها أرملة أو مطلقة أو تعدت الأربعين تتحول أخلاقهم وأشكالهم، فيصبح لون بياض عيونهم كلون عيون الخمور، ولسانهم كلسان كلب سائب بلا طعام متدلي يسيل منه اللعاب، ولون بشرتهم الحنطي يصبح محمراً، وكأن الدماء تغلي تحت جلودهم، لا ينقصهم إلا حركة حك جلودهم بشكل هستيري كمدمن الهروين، هذا كله لأنهم عرفوا أن إحداهن (أرملة، مطلقة أو بعمر الأربعين بلا زواج)، في تلك اللحظات أو السويعات يصبح عاشقاً ولهاناً تثيره تلك الأنثى بعقلها الراجح وذكاء تملكه لا تملكه زوجته أُم أولاده وراعية بيته، فهو يعاني من الإهمال العاطفي _ حسب كلامه _ ويصبح كالحمل الوديع، ناعماً سمحاً لطيفاً كريماً غيوراً عليها، مهتم بها أشد الاهتمام، يحاول معها المرة تلو الأخرى لعله يفوز بودها، وهي في مجتمع ينظر لها أنها مقصرة أو دون أو مسكينة تستحق العطف أو بائعة هوى تستحق الإقصاء، نعم البعض يرونها بائعة هوى، لأن بعضهن تستسلم لذلك الذكر فتوهم نفسها أن اهتمامه صادق وهي بحاجة للاهتمام فتجاريه، وتذهب معه إلى وادي الحب والغرام المزعوم حتى تصدم بأنه يعاملها كساقطة تحت غطاء الشرع المزعوم، وعندما تشم رائحة الخيانة زوجته تقلب عليه البيت لبعض الوقت إلى أن يقنعها بأن تلك الأنثى أغرته، وهي التي لاحقته، وهو ذكر سريع التأثر (قلبه ضعيف لا يتحمل)، ومع علم زوجته ويقينها أنه يكذب عليها، لكنها تُصدق الأكذوبة بكل يقين، وتتصرف وكأنه جوهرة حاولت إحداهن سرقته، ومن هنا أصبحت كل (أرملة، مطلقة، أربعينية غير متزوجة) سارقة تحاول إغراء ذلك الطفل المدلل بالحلوى، وهنا تصبح تلك السارقة في حيرة من أمرها ماذا تقول بهذا المجتمع وكيف تتصرف ولماذا تحتاج غالباً تبرير وضعها؟!

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *