زرت جمهورية مصر العربية لاكثر من مرة وبالتحديد مدينة القاهرة العاصمة ، ولا شك انها مدينة عريقة وجميلة وكبيرة ، وبالرغم من ملاحظاتي الكثيرة عليها ، الا انه اكثر ما ادهشني فيها هو اعتزاز الشعب المصري الكبير بإرثهم الحضاري والوطني ، ففي القاهرة تنتشر الكثير من المتاحف الانيقة لكل الشخصيات المهمة التي مرت بتاريخ مصر يوثق فيها كل ما لها وما عليها بحيادية دون الطعن او المساس بهذه الشخصية .

فالشخصيات كثيرة ، منها السياسية ومنها الادبية وكذلك الفنية واكبر هذه المتاحف كانت لحكام مصر من زمن الفراعنه وحتى يومنا هذا ، ومن خلال هذه المتاحف نتعرف على تأريخ مصر حيث وضع لهذه المتاحف نظام يحدد اسلوب دخولها وبموجب تذاكر رسمية وهناك تستقبلك المرشدة المختصة لالقاء الضوء على مقتنيات كل موقع وتعريف الزائرين بالشخصيات التي سكنتها ودورها السياسي والوطني في تلك المرحلة بعيداً عن كلمات السب والطعن والشتم بل العكس فإن المرشدة دائماً ما تؤكد على انجازات هذه الشخصية حتى وان كانت بسيطة وتمر على سلبياتها مروراً خفيفاً وبطريقة تنسيك اياها فور خروجك من الموقع ولذلك اصبح لمصر تأريخاً زاخراً بالاحداث ، اما في العراق فالأمر يختلف تماماً فتأريخه يمحى أول بأول وبطريقة ممنهجة وكثيراً ما تتعالى الاصوات النشاز هنا وهناك لغرض ازالة النصب والتماثيل التي تحكي تأريخ العراق حتى وصل الأمر الى الاصرار على ازالة تمثال الخليفة العباسي ابو جعفر المنصور مؤسس وباني بغداد عاصمة الامة الاسلامية وهنالك من يطالب بازالة مأذنة (سرَّ من رأى) بالاضافة الى انه فعلا تمت ازالة الكثير من المعالم التاريخية والوطنية والتي تدل على عراقة هذا البلد وكانها هي ملك الرؤساء الذين كانوا على رأس السلطة فيه وتناوبوا على حكمه ، وهذا شارع الرشيد الذي هو من اقدم الشوارع في العراق واهمها ذو الهوية العباسية يهمل بهذا الشكل المقزز ….

خلاصة القول ان تأريخ العراق مهدد بالتشويه لاسباب معروفة للجميع ولكن يجب ان ندعي اننا نجهلها ونقول بأعلى صوت لكل المعنيين بالامر …

اليس منكم رجل رشيد ؟ فالتاريخ لا يمحى مهما حاول البعض ذلك ..

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *