لست مروّجاً لقائمة بذاتها ،أو شخصيةً بذاتها، ولا كتلة وحزباً بذاتيهما، ولكنها قراءة شخصية ، أطرحها هنا،لأرسم صورة للمشهد الإنتخابي لنينوى،قبل وبعد الإنتخابات المحلية ،التي ستجري في العشرين من تشرين الثاني المقبل،ومن المبكر الحديث عن مشهد سياسي ملتهب وهلامي ، وسط معمعة ،وصراع سياسي محتدم على النفوذ، والسيطرة على مناصب رسمية،بين أحزاب وجهات سياسية نافذة ومتنفذة،كالتي ظهرت في مشكلة ناحية بعشيقة،حول منصب مدير ناحيتها.
مشاكل عويصة
أو ما حصل في سنجار من تصادم بين حزب البككا ومن يدعمهم ،وبين العرب النازحين العائدين الى دورهم،أقصد هناك مشاكل عويصة ، تمنع الإنتخابات النزيهة ، ما لم يتم حلها،وتطبيع الأوضاع فيها،هذا في أطراف نينوى أقضيتها ونواحيها، التي يسيّطر عليها الحزب الديمقراطي الكردستاني، والحشود الشعبية وجهات سياسية أخرى،أما في الداخل، فالوضع أكثر فوضى ، بسبب التدخل من خارج نينوى، إقليمية ودولية ومن أحزاب وكتل السلطة ،وجهات أخرى تابعة لأحزاب السلطة، تتحكم فيها وتعمل لأجندتها السياسية،وبالرغم من أن الحملة الانتخابية المبكرة،بدأها السيد محمد الحلبوسي رئيس مجلس النواب ،أثناء مشاركته في إفتتاحية وفعاليات مهرجان الربيع ، وتلاها رئيس الوزراء في زيارته الأخيرة،إلتقى فيها بأهل نينوى من جميع طوائفها وأقلياتها،وحثهم على المشاركة الفاعلة في انتخابات مجالس المحافظات،إلاّ أن السيد حيدر العبادي أعلنها صراحة ،أنها حملة دعائية انتخابية بإمتياز، لردِّ دين تحرير الموصل من قبضة داااعش،والتي شملت الزيارة ديوان المحافظة ،ورئاسة جامعة الموصل، وقضاء تعلفر وسهل نينوى، وشوارع وأسواق ومتنزهات نينوى،والتي استقبلها اهل نينوى بكل ترحاب وعرفان، ولم ينسُ أيام التحرير وطرد تنظيم داعش الوحشي من الموصل، واعلان العبادي بنفسه من قلب الموصل يوم النصر وهزيمة التنظيم الى الابد،ولكن أين أهل نينوى وموقعهم في انتخابات مصيرية،تزيح عنهم سطوة الاحزاب والشخصيات الوافدة، التي تستخدم (المال والسلطة وسطوة السلاح)،في تنفيذ برنامجها السياسي، لتهيمّن على مقاعد المجلس، كما حصل في السابق( رغم تحفظي على إعادة المجالس لأنها باب فساد حقيقي.
وحلقة زائدة تفرّخ وتــــــشجّع وتفقّس الفساد في العراق).ولكن الأمر الواقع السياسي والدولي يفرض هذا على شعب العراق،أجزم ان شعب العراق غالبيته مع تجميد مجالس المحافظات ، لنفس السبب أعلاه، ولكن مع هذا لنمضِ مع ما تريده أحزاب السلطة المستفيدة من المجالس،لفرض نفوذها السياسي،والأمني والحزبي، فنينوى ستدخل الإنتخابات ، ربما بكتلة واحدة ،تمثلها قلباً وقالباً، دون إشراك جهات من خارج نينوى،وهذا الحلّ الوحيد لإخراج نينوى من مشاكلها ،ومحنتها في تلكؤ وتباطؤ الإعمار، وإستقلال قرارها السياسي، وفرض إرادتها السياسية في بغداد ،والخروج من سطوة الأحزاب الجاثمة على صدرها ، والتي لاتدين بالولاء لها ،بل لأحزابها والجهات التي تدعمها ،بالمال والسلاح،نعم ستقوم الأحزاب وجهات دولية وإقليمية، بإختراق (كتلة نينوى)، وإغراء الشيوخ والشخصيات بالمال الحرام والمناصب، والقيام بإستخدام البُعد الطائفي والقومي ، في الدعاية والتحشيد الطائفي لأغراض، ومنافع حزبية وسياسية فقط، وإهمال الطائفة والأقلية بعد الفوز ، وهذا ما حصل في الأنتخابات السابقة،نعم ستنزل أحزاب السلطة وجهاتها الداعمة لها ،بكل قوتها وثقلها وسطوتها الى الشارع الموصلي ترغيباً وترهيباً، لتنفيذ أجندة جهات دولية وإقليمية وأحزاب متنفذة في بغداد ،وسيكون أداة هذه الأحزاب والجهات ،ذيولها ومريدوها في المدينة،من كافة شرائح المجتمع ،وفي المقدمة منهم شيوخ لا مضائف ولا تاريخ لهم ،(مع إحترامي للبعض منهم)،أقصد شيوخ الأحزاب المتنفذة ، وأساتذة جامعات ،ورجال دين ،ووجهاء مدينة ،وذلك بإغراقهم بالسحت الحرام والوعود الكاذبة ،فحذار من هؤلاء(القوم)، الذين يفضّلون مصالحهم الشخصية، على مصلحة المدينة،إذ لايمكن أن يكون (الغريب)، أحرص من إبن المدينة على أهلها ومستقبلها،فلندع الخلافات الشخصية ،والعشائرية والمذهبية والسياسية ،جانباً ونضع نُصب أعيننا نحن أهل الموصل، مصلحة نينوى وأهلها ،لأنها المدينة المضحّية الأولى في التاريخ الحديث، والمظلومة الأولى في التاريخ الحديث، بجميع قومياتها ومذاهبها ومكوناتها، ولنرفع شعاراً واحداً لاغيره، نينوى أولاً… نينوى أخيراً،وأهلاً وسهلاً بكل من يدخل الإنتخابات بروح وطنية، ويد نظيفة ، وقلب نقي مفتوح ،لخدمة نينوى وإخراجها من محنتها،لا أن يأتي لنينوى ليكون عنواناً لتقسيمها وإضعافها، وإبقاء أزماتها ومظلوميتها قائمة الى الأبد،والجميع يعلم كم تعرضت نينوى ،الى ظلم وبشاعة على يدّ تنظيم إرهابي وحشي قتل أبناءها، وهجّر أهلها، ودمّر حضارتها، وسَبى نساءها، حيث لم ينصفها الآخرون ،والحكومات بعد تحريرها ،بل أمعنوا في إيذائها ،من خلال فرض إرادتهم السياسية والحزبية عليها ، وتمّزيق وحدتها وزرع الفتنة بين قومياتها واقلياتها، وعدم غلق مخيمات نزوح اهلها،وتأخير اعمارها وتعويض متضرروها، ورفع الحيف عنهم ، نينوى تحتاج قائمة واحدة تنقذها من بكل فجائعها ومعاناتها وكوارثها، وتعيد الى واجهة التأريخ ، لاقوائم تشرذمها وتمتص دماءها، وتعمل لأجندة غير أجندتها، فهل نشهد ظهورمثل هذه القائمة ، التي هي المنقذ الوحيد لها ، وليتّعظ أهل نينوى ، وسياسيوها، لما حصل لهم من قبل ، والمؤمن لايلّدغ من جحر مرتين….!!