يدي وحدها
يدي وحدها التي أمسكت بالتراب
يدي وحدها التي مسحت بابا أغلقتها
يدي وحدها التي لم تعو ِ خلف أخطائها
يدي وحدها المستحيلة
يدي وحدها نهار
لم تنم تحت يافطات,
يدي وحدها الناحلة ,
في المساءات ,
تحت كل جدران هذي السنين
في النهوض مبكرا الى حتفها
يدي وحدها
في المضيّ الى ساحة القنص ِ
في الرحيل الى لغة من لغة
في الوصول الى منحنى هاربة من منحنى
في النزول الى أبعد ما يصعدون
في الأفول ,
في التحّول ,
يدي وحدها ماكثة ,
في دم ليس للموت
يدي وحدها منعطف
ونهارهم جيف وخردل
نهارهم عواء يغطي الفراش
نهارهم مدية
نهارهم سِمة سائلة
ويدي وحدها حجر لا يدلّ سوى يدي
أنا لم أمسك البحر كالفراشة
ولم أضغط الماء ,
ولم أرتجف من برد أحد
ولم أتناسل على ناصية
ولم أمسح الثلج عن خاتمي
ولم أطرق الباب التي أغلقتني
ولم أصغ للذئب سوى كالذئاب
ولم أنم كالأظافر
أنا لم أزرع السنوات في آنية الوقت فارغة
ولم أنج
لا أريد الوصول لكي أركض
ولا أمد ّ يدي في كيس ملئ بسوى نجم كثير
لا أرتدي معطفا لأقول أنا دافئ القلب
لا أنفض عن جسدي ترابي
وأصيح : اِغتسلتٌ
أنا لا أغني بناي الذهاب
عودتي يدي
ورسائلي التي لا أجيد قراءة سواها يدي
دمي واحداً يدي
ورؤية معنى القتيل على الرمل يدي
تذاكر التيه والصهيل معا يدي
شمس تتسكع وفصول تتجول
برد واسع
لا مساء يغطي يدي
ولا ذهول ,
دهشة اليد من يدها يدي
اِرتكاسة العصا وهي تسعى,
على وشمها نهر رفيع وهطول
وحدها , يدي ,
تؤشر ولا تذهب
وحين ترى تقول
وحدها تأخذ حياتي من أذانها,
كطفل مشاكس , الى النهايات
وحدها
تمر ّ على تلة
ولا تعبرها
وحدها تمسِّد قلب المدينة
وتنقره بالقرنفل ..
يدي التي أخذت من العين ذئبيتها
ومن الأنف التكورَ
ومن المأذن راياتها
ومن الماء السمك َ
ومن الحريق الرماد
يدي المستحيلة
ونهارهم جيف وخردل ..
يدي السمائية ليس من سطوع النجوم
فقط من اِلتباس السخام !
يدي جبين كامل
لا سؤالَ يغطيها
اليد المستحيلة تعرف
المُدى الشائعة تشو ّه
الناصع مبهم
والضائع دليل
يدي لم تشأها القنابل
تجئ اليها السيول ويبحث عنها الزعفران
اليد الوحيدة عارية
الأكف ّ الخبيئة كراجات خواتم
وحقل اِشارات
اليد المستديرة لاتكفي لسد النتوء
اليد التي لعقتها ذئبة
تنجب أنيابا ,
اليد الوحيدة نهر
وسؤالها مر ّ
لا تذهب اليد الى الأصابع
أصابع اليد القاتلة تسع
واليد الخائفة أيضا
والسيجارة إصبعي الحادية عشرة
ايطاليا – بيروجا 1999